هل يمكنك إعادة البيضة المسلوقة نيئة .. تعلم كيف!
شبكة العاصمة اونلاين
ابراهيم العبدان
كان يعتبر موضوع إعادة البيضة المسلوقة لحالتها النيئة مستحيلاً فيما مضى، حتى من الناحية العلمية يعتبر نوعاً من الخرافة فعملية سلق اللبيضة بالتسخين تؤدي إلى تغير في حالة بروتينات البيضة بشكل غير قابل للعكس -كما كان يعتقد-.
إلا أن عالما استراليا يدعى كولن راستون Colin Raston تمكن من اخترع جهاز أبطل كل هذه الاعتقادات السابقة، إذ تمكن من إعادة البيضة المسلوقة إلى حالتها السائلة الأصلية، وتم منحه جائزة “إغ نوبل” للعلوم لهذا الاختراع المذهل.
إذ قام عالم الكيمياء راستون وفريقه من جامعة فليندرز Flinders في مدينة أديلايد الِأسترالية بتصنيع جهاز أسماه “جهاز الإسالة عن طريق الدوران” vortex fluidic device، تمكن عبره من تفكيك الروابط المتغيرة في بروتينات البيض المسوق التي تكسبها الصلابة البيضاء، معتمداً على تقنية الدوران والطاقة الميكانيكية لعكس تأثير الطاقة الحرارية التي حولت البيضة من سائلة إلى صلبة مسلوقة.
فكما أنّ الحرارة تؤدي لاندماج البروتينات الطويلة داخل زلال البيضة لتصبح أكثر تماسكا وصلاية، يقوم جهاز راستون بعكس هذه العملية عبر إذابة البروتينات المندمجة بوضع البيضة داخل أنبوب دوار، لتذوب تلك البروتينات مجدداً وتعود البيضة من حالتها الصلبة إلى صورتها السائلة الزلالية.
التطبيقات العملية لجهاز راستون:
بالتأكيد لم يتكبد راستون وفريقه كل هذا العناء لتحويل البيض من مسلوق إلى زلال ثانية، بل المبدأ الذي توصلوا إليه في تحويل البروتينات من حالة لحالة مفيد جداً في مجالات البحوث الطبية الحيوية وليس في مجال المطبخ لاشكّ كما قال راستون.
إذ يمكن أن تساعد هذه التقنية في الصناعات الدوائية عبر إعادة تحويل البروتينات المفقودة، كذلك تسهل صناعات أدوية أكثر نفوذاً للخلايا المتسرطنة داخل الجسم وبشكل مباشر مع تجنب تأثيرها على الخلايا السليمة.
الجدير بالذكر أن جامعة هارفرد منحت راستون جائزة “إغ نوبل”، وهي جائزة علمية تمنح عالمياً للأبحاث العلمية المدهشة والتي تترك أثراً في الحياة العامة للناس.
هذا الفيديو التوضيحي يسهل فهم الموضوع: