يبدو أن الحرب في سوريا لا تتوقف، فما أن تهدأ أصوات القذائف، وأزيز الطائرات، حتى يبدأ الجراد هجومه على المحاصيل الزراعية بمناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف إدلب الجنوبي شمالي البلاد ليتلفها.
القصف المستمر والعمليات العسكرية، وغياب مؤسسات الدولة المختصة، وضعف الإمكانات لدى مديريات الزراعة التابعة للحكومة السورية المؤقتة في ريف إدلب الجنوبي، كلها عوامل تعوق محاربة الجراد.
4 سنوات مضت ومازال المزارعون يشتكون من هذه الآفة، ففي كل موسم يهاجم الجراد مزروعاتهم، مطالبين المسؤولين المحليين بأن يتم وضع حد لهذه المشكلة ومكافحة الآفة في الوقت المناسب لكن دون جدوى.
وتعتبر مناطق جبل شحشبو وجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، من أكثر المناطق التي تعرضت لهجوم الجراد، ما شكل خطرًا حقيقيًا على الأراضي الزراعية فيها، حيث ينتشر الجراد في نحو 6 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي، كما أن طبيعة المنطقة الجبلية ووعورتها أسهم في زيادة أعداد الجراد فيها مقارنة بغيرها من المناطق.
ويحذر المزارعون من أن استمرار هجوم الجراد على الأراضي لسنوات القادمة يهددها بالتصحر وعدم القدرة على زراعتها مرة أخرى.
وقال خالد الحسن مدير مكتب الزراعة الحرة (تابعة للحكومة السورية المؤقتة) في محافظة إدلب، للأناضول، “بعد مناشدات من المزارعين في جبل شحشبو وجبل الزاوية للمساعدة في مكافحة آفة حشرة الجراد المنتشرة في الأراضي الزراعية بدأت حملة المكافحة من قبل مديرية الزراعة الحرة بالمساعدة مع الفلاحين”.
وأوضح الحسن، بأن “الحملة نظمت من عدة فرق تقوم برش المبيد في الأراضي الزراعية وقدمت لعدد من المزارعين المبيد الحشري اللازم ليقوموا برشها بأنفسهم نظرًا لبعد أراضيهم وعدم توفر طريق ممهد لها”.
وأضاف الحسن، بأن مكافحة الجراد جاء متأخرًا هذا العام بسبب الوضع الأمني الصعب، والقصف المستمر، وضعف حملات الدعم للقطاع الزراعي، ما تسبب بتلف نسبة عالية من المحاصيل الزراعية”.
وتابع، “أتت عملية المكافحة بعد إتمام الحشرة عملية المبيض، وهو ما يتخوف منه المزارعون أن تستمر هذه الآفة في السنة القادمة”.
وقال خالد الأحمد أحد المزارعين للأناضول، إن “حشرة الجراد والمعروفة بضررها على المحاصيل الزراعية انتشرت بشكل كبير هذا العام وأتلفت كميات كبيرة من المحاصيل”.
وأوضح المزارع، أن “عملية مكافحة آفة الجراد أتت متأخرة كون الحشرة بدأت بالمبيض والتكاثر وكان من المفترض أن ترش المبيدات الحشرية قبل فترة من الآن وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على الأراضي الزراعية ويهددها بالتصحر في حال لم يتم معالجتها بالوقت المناسب”.
من جهته قال المزارع عبدالرحمن قنطار إن من أهم أسباب انتشار آفة الجراد في ريف إدلب وعموم المنطقة هو غياب العدو الحيوي له وهو طائر “اللقلق” الذي تغير مسار هجرته نتيجة الحرب الدائرة في سوريا.