شبكة العاصمة اونلاين
نشرت صحيفة «إنترناشيونال بيزنس تايمز» تقريراً تساءلت فيه عما سيفعله الرئيس الأمريكي المنتخَب دونالد ترامب، على ضوء ما كان قد صرح به خلال مناظراته مع خصمه الديموقراطي، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون.
تقول الصحيفة في التقرير الذي ترجمته «قاسيون»: «لم يقدّم ترامب أو كلينتون خطة شاملة للتعامل مع اللاجئين الهاربين من الصراع في الشرق الأوسط.. اللغة التي انتهجتها كلا الحملتين الانتخابيتين أدت إلى وجهتي نظر مختلفتين تماما فى القضية، حيث أن كلينتون أشارت إلى نيتها زيادة عدد اللاجئين المقبولين في الولايات المتحدة، بينما كان ترامب عنيدا في رفضه لقبول أي لاجئ، و كان يستخدم هذا في خطابه لحشد مؤيديه».
وتضيف: «على سبيل المثال يوم الأحد الماضي وخلال حملته (ترامب) في ولاية منيابوليس، تناول في خطابه قضية اللاجئين الصومالين، وأشار إلى حادثة ارتكبها أحد الصوماليين فى مركز تجاري وأدى إلى جرح ١٠ أشخاص طعنا فى شهر سبتمبر الماضي، ولم يتم إيجاد أية أدلة على ارتباط هذا الشخص بتنظيم الدولة، ولم يتبنى التنظيم هذه الهجمة… إلا أن ترامب انتهز الفرصة ليقول ما يخافه المجتمع».
«هنا في مينيسوتا، لقد رأيتم مباشرة المشاكل التي نتجت عن استقدام اللاجئين بشكل خاطئ، حيث أن أعدادا كبيرة من اللاجئين الصوماليين دخلوا إلى ولايتكم من دون علمكم، من دون دعمكم أو موافقتكم، والبعض منهم انضم إلى تنظيم الدولة لاحقاً، ونشروا أفكارهم المتطرفة فى جميع أنحاء البلاد والعالم» يقول ترامب.
رسالة ترامب ضد اللاجئين أخذت صداها بين مؤيديه المثيرين للجدل؛ وخلال مناظرة بين نواب الطرفين اتهم نائب ترامب «مايك بينس» كلينتون ونائبتها «تيم كاين» بطلبهم «زيادة أعداد اللاجئين السوريين بنسبة 550%، هذا كان صحيحا إلى حد ما، والدليل أن كلينتون أعربت عن دعمها لقبول 65,000 لاجىء خلال العام 2016.
كلينتون شعرت بأن الولايات المتحدة لم تؤد دورها تجاه قضية اللاجئين حتى نسبة الـ550% المتمثلة فى 65,000 لاجىء يمكن أن تمثل 0.02% من نسبة سكان الولايات المتحدة. أما رواية ترامب فكانت تزعم أن المخاوف الأمنية تفوق النداء الإنساني لقبول أي لاجئين.
الولايات المتحدة أنفقت ما يزيد عن 5.6 مليار دولار لمساعدة هؤلاء الهاربين من الحرب فى سوريا، التي بدأت في العام 2011 على هيئة مظاهرات مناهضة لرأس النظام السوري بشار الأسد، تحولت لاحقا إلى حرب دموية متضمنة قوى محلية و دولية مثل الولايات المتحدة و روسيا. وقد تسببت تداعيات النزاع إلى تهجير أكثر من 10 ملايين سوري، حسب الصحيفة.
الأمم المتحدة طالبت الولايات المتحدة بتوسيع برنامج اللاجئين لديها. فالدول ذات أعداد سكانية قليلة مثل لبنان، الأردن وتركيا استقبلو ملايين اللاجئين. ألمانيا، إيطاليا واليونان استقبلوا ما يزيد عن مليون شخص تهجروا بسبب الصراع فى سوريا، لكن ترامب قارن التهديد المحتمل للإرهابيين الذين يدخلون البلاد تحت غطاء اللاجئين بـ «حصان طروادة» الذي يقول عنه إنه يمثل مخاطرة كبيرة جداً.
ترامب تحدث كذلك بالدلائل وأشار إلى الهجمات الإرهابية التي قام بها لاجئون فى أوروبا… يوم الأحد كان ذكرى هجمات باريس التي قام بها تنظيم الدولة وأدت إلى مقتل ١٣٠ شخصا، بعض الجناة قد دخلوا أوروبا على هيئة لاجئين… انتشار مؤيدي تنظيم الدولة بين اللاجئين هي نسبة ضئيلة جداً، لكنها ظلت لعبة بيد ترامب. حسب التقرير.
ترامب انتقد أيضاً خطة كلينتون وادعى أنها مكلفة، و ستؤدي إلى دفع ٤٠٠ مليار دولار. في حين يبدو هذا الاستنتاج مبالغاً فيه.. حجم الإنفاق الحكومي كان نقطة مهمة في المناظرة بين الحزبين السياسيين، وسيظل كذلك خلال فترة رئاسة ترامب.
في الحقيقة إن تكلفة استقبال اللاجئين هي صعبة في حسابها، في حين أن اللاجئين يتلقون مساعدات من عدة جهات، هم أيضا مسموح لهم بالعمل و ملزمون بدفع ضرائب… منظمة التطوير والتعاون الاقتصادي قدّرت أن اللاجىء على المستوى القصير يكلف حوالي ٢٢ ألف دولار. و مع ذلك فإن هذا الرقم لا يتضمن التكلفة على المستوى البعيد حيث أن اللاجىء سيكون ملزما بدفع الضرائب لاحقا وأشياء متعلقة بالقوى الشرائية.
بعد حملة انتخابية بشق الأنفس، سيتم قريبا وضع المهارات القيادية لدى ترامب على المحك، وسيحاول حل القضايا الرئيسة مثل الدين الوطني والأمن القومي والهجرة مع أي خلفية سياسية مسبقة، وطريقة تعامل الولايات المتحدة مع أزمة اللاجئين السوريين… كل هذه الموضوعات تتعلق ببعضها، وهي رئيسة وحساسة. بينما يرفض ترامب الاعتراف باللاجئين، وإذا ما كان سيتمسك بهذا الرفض فمن المرجح أن يكون له انعكاسات سياسية في جميع أنحاء العالم.