شبكة العاصمة اونلاين
دولة المرابطين
في أعماق صحراء موريتانيا البلد الإسلامي الكبير، وبالتحديد في الجنوب القاحل، حيث الصحراء الممتدة، والجدب المقفر، والحرّ الشديد، وحيث أناس لا يتقنون الزراعة ويعيشون على البداوة.
في هذه المناطق كانت تعيش قبائل البربر وكانت قد دخلت في الإسلام منذ قرون ولكن القبائل مشتتة ومفرقة، القبيلة القوية تأكل الضعيفة، أدمنوا فادمنوا الموبقات وكان الوضع شديد الشبه بالجاهلية، توجه إليهم شيخ يدعى عبد الله بن ياسين (الزعيم الأول للمرابطين، وجامع شملهم، وصاحب الدعوة الإصلاحية فيهم. ت451 هـ= 1059 م) وكان من شيوخ المالكية الكبار، له طلاب علم كثيرون في أرض المغرب والجزائر وتونس، وبعد ما هالَه أمر الناس في ارتكاب المنكرات بدأ يعلمهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وكان الناس في جهل مطبق وبعدٍ تام عن الإسلام، ولكن وكعادة أهل الضلال ثار عليه أصحاب المصالح بل وثار عليه الشعب أيضًا، فالكل يريد أن يعيش في شهواته وملذاته ودون قيد أو شرط، وأصحاب المصالح هم أكبر مستفيد مما يحدث، فبدأ الناس يجادلونه ويصدّونه عما يفعل وقاموا بضربه ثم هددوه بالطرد من البلاد أو القتل.
توجه الشيخ إلى أدغال السنغال و صنع لنفسه خيمة بسيطة بها وذهب إليه نفر قليل من الشباب الذين تحركت فطرتهم السوية لهذا الدين أخذ الشيخ يعلّمهم الإسلام كما أنزله الله وكيف أن الإسلام نظام شامل متكامل ينتظم كل أمور الحياة، وبدأ يعلمهم العقيدة الصحيحة، والجهاد في سبيل الله تضاعف العدد وبدأ أمرهم يقوى وأعدادهم تزداد، وبدأ المرابطون يصلون إلى أماكن أوسع حول المنطقة التي كانوا فيها في شمال السنغال، فبدأوا يتوسعون حتى وصلت حدودهم من شمال السنغال إلى جنوب موريتانيا واستشهد عبد الله ياسين في إحدى جولاته للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتولى من بعده أبوبكر اللمتوني الذي أدخل خمس عشرة دولة إفريقية الإسلام وتولى بعده يوسف بن تاشفين والذي كان إنجازه الأعظم في دحره لألفونسو الذي حاول الاستيلاء على الأندلس في معركة الزلاقة الشهيرة وحمايته للأندلس من السقوط قبل سقوطها الأخير .