لاجئون سوريون يقدمون المساعدة لأهالي مانشيستر
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
سلسبيل زين الدين
في ظل هطول أمطار الشتاء المتواصلة على مدينة مانشيستر، فقد هطل 35.4 ملم من المياه خلال 12 ساعة فقط، مما أدى إلى غمر مناطق من ليتل بورو بالمياه تماماً. خلال هذه اللحظات كانت هنالك ايدي أجنبية تمد يد العين في محاولة ” لرد الجميل”.
قدم اللاجئون السبعة من سوريا المساعدة لأهالي مانشيستر خلال الجهود الرماية لتحصين وحماية الممتلكات من الفياضانات في روتشديل عقب عيد الميلاد. حيث عمل المتطوعون على ملء أكياس بالرمل في موقف سيارات تابع لمتجرة في البلد، في محاولة لتحصين المنطقة من السيول القادمة.
رد جميل
” رأينا الصور على التلفاز وأردنا المساعدة” قال ياسر الجاسم وهو سوري جاء الى بريطانيا مختبئًا في حافلة شحن في شهر مايو. وأضاف على ذلك ” أكرمنا أهل مانشيستر، فكان علينا بالمقابل أن نقدم لهم يد العون، ويشرفنا أن نشارك في كهذا مبادرات لخدمة المجتمع”.
ويشرح ياسر كيف التقى بالبقية وكيف اتفقوا على المشاركة” كل ما فعلته أنني أرسلت رسالة عبر الواتس آب، فانضم لي عدد من السوريين فورًا.” ويؤكد في حديثه ” نحن لا نريد أن نكون جزءًا من المجتمع البريطاني فحسب، بل نريد أن نساهم فيه أيضَا”.
من جهة أخرى يصف معاذ وقفته مع أهالي البلد بأنها وقفة أخلاقية قبل كُل شيء ويقول ” ربما تكون جهودنا غير عظيمة او غير مشهودة، ولكن على الأقل تركنا أثرًا أن اللاجئين ليسوا مجرمين، او ارهابيين” ويضيف على ذلك ” تقبل أهالي البلدة المساعدة منا بصدر رحب، دون خوف أو شك. كنت سعيدًا جدًا بذلك”.
اندماج اللاجئين
عندما اجتاحت المياه المدينة تم إخلاء حوالي مائة منزل في ليتل بورووبقي قرابة المائتي منزل غارقين تحت الماء. كما جرفت السيول السيارات ودمرت المتاجر، وقد وقع أكبر الأضرار في تشيرتش ستريت عندما فاضت ضفاف نهر روتش بالمياه. وقامت قوات طوارئ المدينة بإخلاء سكان حوالي مائة منزل يطل على تشيرتش ستريت، احتمى العديد منهم في بار قريب.
الظروف الجوية التي مرت بها البلدة لم تكن ذات تأثير سلبي على أهلها فقط، بل شارك اللاجئون الأهالي المعاناة، ولكن حاولوا تقديم يد العون بما يستطيعون. وتبقى هذه احدى المحاولات للاجئين السوريين للاندماج في المجتمعات الغربية حيث أجبرتهم الحروب الطاحنة في بلادهم للهجرة وعيش رحلة اللجوء والاغتراب.
ولا تعكس هذه المبادرات إلا النوايا الحسنة والجهود التي يسعى لها اللاجئون لتغيير النظرات النمطية حولهم، وتغيير الفكرة السلبية السائدة عنهم كلاجئين أولًا وكمسلمين ثانيًا.