اختار اللاجئ السوري “مثنى الحاج” ابن مدينة درعا، ألا يستسلم لليأس بالرغم من الظروف القاهرة التي عاناها في ظل وجود نظام الأسد المجرم، وذلك قبل انتقاله إلى الأردن، حيث اجتهد الحاج لصقل موهبته وحلمه القديم في احتراف الرسم، حيث يحاول عبر لوحاته تجسيد المأساة السورية وتخليد الثورة عبر الرسم.
وقال مثنى إن الرسم وسيلة لإيصال أوجاع الناس بلغة تفهمها كل شعوب الأرض على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، مضيفاً إن الصور المعبرة عما آلت إليه الأمور في سورية تسهم بشكل كبير في إظهار وتصحيح ما تسعى الحكومات الأجنبية لمحوه أو تحريفه لشعوبها عبر إعلامها.
وأضاف الحاج إنه يأمل في إيصال رسالة لكل العالم بأن السوريين يعشقون السلام ويكرهون الاقتتال الذي فرض عليهم من قبل النظام وحلفائه، وكل ما يتمناه اليوم هو السفر لأوروبا من أجل الدخول في معاهد متخصصة في الرسم لصقل مهاراته.
فيما يمضي الحاج معظم أوقاته في مرسمه الصغير وهو منكب على الرسم في بلد اللجوء، ليخرج من عمق الذاكرة المفجوعة لوحات فنية عميقة التصوير والمعنى تحاكي آلام ومعاناة معظم السوريين.
وسبق أن شارك الفنان السوري مثنى الحاج في ثلاثة معارض فنية في الأردن، متسلحاً بالأمل ومتكئاً على الألم السوري العميق في إبراز ما يكنه للجمهور بعد أن وقفت المادة حائلاً بينه وبين عرض لوحاته في معرض خاص به.
وكان الحاج قد غادر بلدة “خربة غزالة” بريف درعا الشرقي مكرهاً قبل خمسة أعوام إلى الأردن بسبب الاعتقالات العشوائية والقتل والدمار الذي يمارسه نظام الأسد ضد الشعب السوري منذ انطلاقة الثورة السورية في 2011.