وفرت منظمة الصليب الأحمر خدمة إنسانية للمهاجرين الذين فقدوا أحد أفراد عائلاتهم على طريق الهجرة. وهذا من خلال موقع على الإنترنت باسم “تراس دو فاس” ، يسهل عليهم عملية البحث بأمل العثور على أقاربهم المختفين عن الأنظار لمدة من الزمن.
ولاستفادة جميع المهاجرين المعنيين بهذا المشكل، جاء الموقع بأربع لغات: الفرنسية، الإنجليزية، العربية، والإسبانية، وهو ما ساهم في الإقبال عليه بشكل واسع. و”تدرس المنظمة بين 900 و1000 ملف في العام، فيما تستلم بين 8 حتى 10 ملفات في اليوم الواحد”، تقول أوريلي غوروستارزو مسؤولة مصلحة لم شمل العائلات في المنظمة.
وحسب موقع فرانس 24، يوجد على الموقع 2500 صورة لمهاجرين يبحثون عن أحد أفراد عائلاتهم أو أسرهم، لم يروا بعضهم البعض لمدة من الزمن، حيث تفرقت بهم السبل لسبب من الأسباب وهم في طريق الهجرة.
وتنشر صورة صاحب الطلب، وفي أسفلها يكتب اسم المفقود. ونجد مثلا عبارة “أبحث عن أمي” أو “أبحث عن أسرتي”، وإن كان الشخص المتغيب تعرف على صاحب الصورة، يتصل بالصليب الأحمر لتقوم بإجراءات الربط بين الطرفين.
إضافة للموقع، تقوم المنظمة بوضع صور هؤلاء في أكثر من 200 نقطة عبور للمهاجرين بينها المقرات التي توزع فيها الأغذية والملابس لهؤلاء، وفي مراكز الاستقبال المخصصة لهم. ويعتمد الصليب الأحمر على المنظمات غير الحكومية في التعريف بالموقع وتناقل خبر وجوده عبر المهاجرين أنفسهم.
وقالت المنظمة إنها نجحت في التوصل إلى المفقودين في 40 بالمئة من الحالات التي طرحت عليها، مؤكدة أن الموقع “أداة ضرورية ولا مناص منها”، واعتبرت في نفس السياق أن “اختفاء أحد الأقارب أمر مؤلم”، لا يمكن أن يشعر به إلا أن من عاش امتحانا كهذا. وبفضل الموقع، تمكنت أم أفغانية، تعيش في ليون الفرنسية، من العثور على ابنها في الهند، وكلاهما يعيشان اليوم في فرنسا.
واختارت المنظمة أن تقرب هذه الأداة أكثر من المهاجرين بالتوجه إليهم مباشرة، وكمثال على ذلك يقوم ثلاثة أعضاء منها بزيارة المهاجرين لعرض الموقع عليهم، وبفضل هذه العملية تمكنت ثلاث نساء سودانيات في مخيم كاليه قبل أن يتم تفكيكه، من العثور على أزواجهن.
الأولى فقدت زوجها في ليبيا، والثانية في إيطاليا، والثالثة على متن القطار بين باريس ومخيم كاليه”، وفق المسؤولة على المشروع أوريلي غوروستارزو. اتصل أزواجهن بالمنظمة بعد أسابيع من نشر صورهن على الموقع. وتم الجمع بين الأزواج بعد أن تحققت المنظمة من جميع المعلومات.
ولإنجاح مهمتها، تعتمد المنظمة على شبكة موزعة على 28 بلدا. وتعمل بشكل وثيق مع منظمات أخرى في العالم، وخاصة في أوروبا وفي البلدان التي تشهد الحروب والنزاعات. وخلقت في فرنسا سبعة فروع في أكبر المدن الفرنسية، يشتعل بها 40 شخصا لنفس الهدف، أي العثور على المفقودين.
ولتسهيل عمل المنظمة، صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية، الغرفة الأولى من البرلمان الفرنسي، على قانون في 29 ديسمبر/ كانون الأول يمكنها من الحصول على مذكرات البحث الصادرة بحق المتغيبين بعد موافقة عائلة المفقود.
وتعترف غوروستارزو، المسؤولة في المنظمة، أن البحث عن متغيب يأخذ الكثير من الوقت، وقد يستمر في بعض الأحيان حتى ثلاث سنوات، لكن “ملف البحث لا يغلق أبدا في حال عدم العثور على الشخص المفقود.