أكّد المقدم عبدالمنعم نعسان، قائد الفرقة الشمالية التابعة للجيش السوري الحر، أن “الوجود التركي ليس تدخلا وليس لديهم مطامع في سورية، والواقع أن فشلنا كفصَائل استدعى أن يكون لتركيا دور في وحدة الفصائل”.
وخلال حديثه لصحيفة “عكاظ” السعودية، قال نعسان إن عملية “درع الفرات” كانت حائط الصد الأول ضد تنظيم “داعش”، مشيرا إلى أن تركيا كانت مهندس عملية طرد داعش من الشمال السوري، ولولا درع الفرات لسيطَر التنظيم على كل الشمال السوري.
وردًا على سؤال عما إذا كان هناك إعادة تشكيل لدِرع الفرات لقتال داعش، قال نعسان إن درع الفرات كانت مرتبطة بمرحلة معينة وهي دحر داعش من مناطق الشمال السوري بدعم من تركيا ودول التحالف الدولي، أما الآن فقد تم التخلص من داعش وبالتالي لا بد من تشكيل جديد، لكن حتى الآن لم تتوافر معلومات عنه..
وحول رفض الجيش السوري الحر الدعم الأمريكي ودور ذلك في انتشار داعش، أوضح نعسان أن في الفترة التي طرحت فيها أمريكا الدعم للجيش الحر، كان هناك 3 أعداء “داعش”، “النظام السوري”، “الأكراد” (حزب العمال الكردستاني)، بالإضافة إلى الميليشيات الإيرانية، حتى الطيران الروسي كان داعما للكردستاني وأحيانا يحقق المصلحة للتنظيم الذي يستغل القصف للتقدم.
وأضاف: “هنا كان من الصعب القتال مع الأمريكان ونترك الأعداء الآخرين. حتى الدعم الذي كان مطروحا لم يكن نوعيا ويغير الموازين على الأرض (..) الجيش الحر قوة قادرة على تغيير الموازين على الأرض لو توفر الدعم الحقيقي والجدي، وعندما حصلنا على الدعم الكافي ليس بالمطلق طبعا تمكنا من دحر تنظيم داعش في ستة أشهر من الشمال السوري”.
ولفت إلى أن “هذا لا ينفي أن الجيش الحر يحتاج إلى التنظيم والقيادة الموحدة والهيكلية العامة وربط كل الجبهات العسكرية بينها، نحن فعلا ينقصنا التنظيم وفي هذا الصدد نتطلع إلى الدور العربي، خصوصا الدور السعودي، الذي كان منذ البداية إلى جانب خيار الشعب السوري”.
وتابع: “ولا ننسى أيضا موقف السعودية الحَاسم من الأسد الذي يرفض بقاءه في المرحلة الانتقالية، لذا نحن بعد تحرير المناطق الشمالية من داعش نتطلع إلى دعم سعودي وخصوصا في مسألة مواجهة الإرهاب الداعشي، فالسعودية دولة لها خبرة واسعة على المستوى الدولي في اجتثاث الإرهاب”.
وعن موقفهم من الانتشار التركي العسكري على الأراضي السورية؟، أكّد أن “الحقيقة تقول لولا الدعم التركي لما تمكنا من طرد داعش، والقيادات العسكرية والأمنية التركية تؤكد لنا أنه لا يوجد لديهم غايات بعيدة في البقاء في سورية”.
وأكّد أن “الوجود التركي ليس تدخلا وليس لديهم مطامع في سورية، والواقع أن فشلنا كفصَائل استدعى أن يكون لتركيا دور في وحدة الفصائل. ولو غادرت تركيا الشمال لعادت داعش فورا. الواقع الكل يدرك الدور التركي بأبعاده الإنسانية في المخيمات والأمنية في ضبط الأمن”.