تُواصل طائرات النظام السوري وموسكو، قصف مدن وبلدات القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية المحاصرة وارتكاب المجازر، بينما تستمر المفاوضات دون التوصل إلى جديد، وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعلن عنه فصيل “فيلق الرحمن” مساء الخميس، ارتفعت حصيلة الضحايا أمس إلى ستين قتيلاً على الأقل، 37 منهم قُتلوا حرقاً بالنابالم والفوسفور.
وقال الناشط محمد الشمالي في تصريحٍ لـ”العربي الجديد” “إن طيران النظام السوري قصف بثلاث غارات صباح اليوم الجمعة، الأحياء السكنية في مدينة دوما متسبّباً بأضرار مادية جسيمة، كما تعرضت المدينة بعد منتصف ليل أمس لقصف جوي عنيف بأكثر من ثلاثين غارة”.
وأوضح أن حصيلة الضحايا جراء القصف، أمس، على دوما وعربين وزملكا، بلغت أكثر من ستين قتيلاً، جراء القصف بالنابالم الحارق والفوسفور والقنابل الارتجاجية والعنقودية.
بدوره، أصدر الدفاع المدني تعميماً للمدنيين محذّراً إياهم من الأسلحة الحارقة، التي تقصف بها طائرات النظام وروسيا الغوطة الشرقية. وطالب في بيان الأهالي بالابتعاد عن الحرائق التي يحدثها القصف، مشيراً إلى أن فرقه لن تدخر جهداً في سبيل إنقاذ المدنيين.
في سياق متصل، وفي حين زعمت مصادر موالية للنظام أن قوات الأخير تمكنت من فصل حي جوبر شرق دمشق عن بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية، بعد معارك مع فصيل “فيلق الرحمن”، نفى الناشط عمر خطيب لـ”العربي الجديد” تلك الأنباء، مشيراً إلى أن المعارك مستمرة بشكل عنيف في ذلك المحور، وفي المحور الجنوبي من مدينة عين ترما.
مفاوضات على وقع مجازر
وفيما يخص المفاوضات، أفاد مصدر من “جيش الإسلام” لـ”العربي الجديد” فضل عدم ذكر اسمه بأن “المفاوضات لا تزال مستمرة مع روسيا بهدف منع وقوع عملية تهجير في مدينة دوما بغوطة دمشق المحاصرة”.
وأكد المصدر أن “جيش الإسلام يحاول من خلال عملية التفاوض التوصل إلى هدنة في المدينة تضمن بقاء الأهالي وبقاء المقاتلين هناك، دون اللجوء إلى عملية تهجير مشابهة لما توصلت إليه عملية التفاوض بين المعارضة والنظام في حرستا المحاذية لدوما”.
وأوضح المصدر أن النظام وروسيا يسعيان إلى تهجير مقاتلي “جيش الإسلام” بهدف إتمام عملية التغيير الديموغرافي في محيط العاصمة.
بدوره، قال عضو الهيئة السياسية في “جيش الإسلام”، أبو عمر دلوان، المشرف على عملية التفاوض لـ”العربي الجديد” “إن المفاوضات مستمرة مع رفض أي عملية تهجير”.
وفي موازاة ذلك تجري مفاوضات بين “فيلق الرحمن” وروسيا حول مصير القطاع الأوسط في الغوطة، زملكا، عربين، عين ترما، حي جوبر، وسط محاولات تقدم من قوات النظام في محاور تلك المناطق.
وأكدت مصادر مطلعة أن المفاوضات بين “فيلق الرحمن” وروسيا تجري في تركيا، إلا أنها لم تتوصل بعد إلى أي جديد، مشيراً إلى أن النظام يرتكب مجزرة أو يحاول التقدم عند أي عملية تفاوض بهدف فرض شروطه.
وأعلن “فيلق الرحمن” مساء الأمس الخميس عن سريان هدنة في القطاع الأوسط إلا أن قوات النظام لم تلتزم بتلك الهدنة التي أُعلن عنها، واستمرت في عملية القصف ومحاولة الاقتحام.
المصدر: العربي الجديد