شدد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية، سالم المسلط، اليوم الخميس، أن “الشعب السوري لا يريد مناقشة دساتير تكتب له في طهران وموسكو”، شاكراً تركيا لـ”موقفها المشرف مع القضية السورية”.
جاء ذلك في حوار مع الأناضول، على هامش مفاوضات “جنيف 6″، معلقاً على ورقة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا حول “الدستور”.
وشكر المسلط تركيا لـ”موقفها المشرف من القضية السورية”.
وأشار إلى أن “الهيئة العليا ناقشت في اجتماع خاص لها، ورقة دي ميستورا المتعلقة بالدستور، وهي بصدد إعداد رد عليها بعد دراسة معمقة”. وأردف ” يجب أن نكون حذرين تجاه كل كلمة واردة فيه”.
وفي السياق، أكد أن وفد المعارضة “تفاجأ بهذه الورقة، التي لم يبلغنا بها دي ميستورا مسبقاً (…) ولو أخبرنا بها من قبل لكنا أتينا إلى هنا (جنيف) والرد معنا، اختصاراً للوقت”.
وحول مفاوضات “جنيف 6″، لفت المسلط إلى أن “الجولة الحالية تمتد لمدة 4 أيام، وهذه مدة قصيرة ولا تكفي لمراجعة كاملة لورقة مثل هذه تتعلق بالدستور، تحتاج لمزيد من الشرح والتفسير”.
ورأى أن “بحث دستور دائم لسوريا له مكان آخر غير جنيف (لم يحدده)، ونحن لا نريد ولا نقبل باتفاق يتم تحت مظلة إيران وروسيا”.
وشدد أن “الأتراك لهم الموقف المشرف مع القضية السورية، وكون تركيا طرف ضامن في مفاوضات أستانة، شجّعنا على المشاركة، ولكن في النهاية كان واضحاً لهم ولنا أن الحل ليس في أستانة (…) الحل يمكن أن يكون في جنيف ولكن ليس في جولة من 4 أيام”.
وطالب المسلط بـ”جولات متواصلة لمفاوضات جنيف، كأن تجري 4 جولات خلال شهرين، تكون كل جولة منها على مدى 15 يوماً، لبحث ملف من الملفات الأربعة”.
ونوه إلى أنه “لو أنجزت “هيئة الحكم الانتقالي”، فإن ذلك سيشجع الجميع لبحث كل الملفات المتعلقة بالدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب (…) نحن نريد أن ننجز تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات كاملة دون وجود (رئيس النظام السوري بشار) الأسد، لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا”.
وذكّر المسلط بـ”وجود ملفات إنسانية يجب التطرق إليها مثل ملف المعتقلين والتهجير القسري، والجرائم الأخرى التي على الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها تجاهها”.
وحول اللقاء المرتقب مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في وقت لاحق اليوم، قال المسلط “لقد تعبنا من كل اللقاءات مع الروس، ما فائدة اللقاءات دون نتيجة (…) تحدثنا عن عدة أمور مع الروس ولكننا لم نرَ إلا زيادة في وتيرة البراميل المتفجرة والغارات الجوية والتهجير”.
وتابع “لا جدوى من هذا اللقاء، الذي سيكون مثل اللقاء السابق”.
وأردف “لا نعلم لماذا طلب الروس هذا اللقاء، هل يريدون أن يثبتوا للعالم أنهم يقفون مع كافة الأطراف ؟! (…) لكن حقيقة الأمر أن روسيا تقف مع النظام”.
وتجتمع المعارضة السورية، في وقت لاحق اليوم، مع دي ميستورا، وذلك في إطار “جنيف 6″، لبحث شؤون الدستور وهيئة الحكم الانتقالي، بحسب مصدر مطلع في المعارضة تحدث للأناضول.
وكشفت وثيقة سلمها دي ميستورا، للأطراف السورية المشاركة في مفاوضات “جنيف6″، التي انطلقت الثلاثاء الماضي، سعيه لإنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية، وسيدعو الأطراف المشاركة بشكل بناء في عملها.
وتستند الآلية إلى بيان جنيف1 (30 حزيران/يونيو 2012)، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتي “حددت متطلبات عملية انتقال سياسي متفاوض عليها بهدف حل النزاع”.