ريم العمر تكتب: الزواج أكبر طموح لشاب متخرج من الجامعة
العاصمة اونلاين- الرأي
ريم العمر
خلال دراستي في الجامعة، كان أكبر طموح للشباب عند التخرج مباشرة السفر خارج سوريا لتأسيس أنفسهم ودفع بدل جيش، وشراء بيت صغير ليأويهم بعد الزواج، وكان الحلم أو لربما الخيال بالنسبة لهم من الاساس التفكير بالزواج…
لماذا لا يفكر بالسفر ومتطلبات الزواج و الحصول على وظيفة تعتبر من الرفاهية في بلده؟
وكيف يتزوج شاب لا بيت عنده ولا يملك شيء من مصاريف الزواج و الخطبة حتى لو كان خاتم عيار /18/ كيف يتزوج ومازال أجار الطريق لا يكفيه لاخر الاسبوع..
إنها حقيقة مرة لشاب طول بعرض وأكبر حلم له الزواج في زمننا فمن أين يبدأ ؟؟
هل من البحث عن الفتاة التي ستقبل بشاب مبتدأ بالحياة لا يملك الا عدة قروش في جيبه !!
أم بالبيت الذي سيسكنه هل سيسكن عند أهله أم يستأجر غرفة وحمام ويدفع أكثر من نصف راتبه للاجار والفواتير!!
لابد أن عقله سينشغل بتكاليف الخطبة و شراء الذهب لها وهل ستقبل فقط بخاتم خفيف فكما نعلم أن الذهب يحتاج تجميع قبل عام أو ربما عامين ليستطيع شراء ما بنفس الخطيبة!!
ولو تعدى كل تلك الصعوبات فإنه من الصعب جدا أن يتعدى تكاليف الزواج، كيف ذلك وهو ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر والعروس التي تحلم منذ طفولتها بفستان الزفاف و عريس الأحلام الذي سيأخذها على حصان أبيض ذو جناحين بأطراف زرقاء كلون السماء..
هل من المعقول أن يسكنها في بيت دون غرفة نوم لا مستحيل، ولو جائهم ضيوف أين سيجلسون؟؟ يبدوا أن عليه أن يشتري غرفة جلوس صغيرة يتدبر أمره بها..
أجمع و ضيف ثم اجمع و ضيف حتى تجد ذاك المبلغ الخيالي الذي عليك أن تدفعه من أجل أن تتزوج وتنظر الى الحال لا يوجد الا تلك القروش ثم يضحك ذاك الشاب ضحكة ترنوا في جميع الأرجاء لتسمع ضحكته العروس المرتقبة لربما ما زالت طفلة في أحضان أمها ههههه
و يقول مالي غير السفر بغيبلي كم سنة و برجع بشتري بيت و بتزوج و بجبلي ولد يحمل كبرتي…
و يسافر ذاك الشاب والكم سنة أصبحت عمر والبلد الذي هاجر اليها أصبحت موطن بعد أن احتضنته تلك الدولة وفتحت له البيت وزوجته وامنت له وظيفة محترمة تناسب شهادته التي اكتسبها في بلده..
نعم البلد علمته واحتضنته حتى كبر وصرفت الكثير عليه من المال لتعلمه لكن لم تحافظ على تلك البذرة التي ربتها بل قدمتها هدية لدولة أخرى ليبذل كل جهده ومعرفته وعلمه في الدولة التي احتضنته لا في الدولة التي علمته.