روبن هود مثلا .. شخصيات مشهورة غير موجودة وصدّقناها
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
ابراهيم العبدان
قد يظن البعض أن “زراعة المحتوى” مصطلح جديد انتشر حديثاً مع سهولة التأليف والكذب في عالم الانترنت حالياً، إلا أنه وللأسف وقع بعض من “زراعة المحتوى” في كتب التاريخ، إذا يُعرف عدد من الشخصيات التاريخية المشهورة والتي لا يعرف لها أصل حقيقي وثابت، ولا يمكن فعلاً التثبت من وجودها أو كونها خيال وأسطورة.
وسنعرض لكم مثالين اثنين لشخصيات يظنها كثير من الناس موجودة وحقيقية، لكنها في حقيقة الأمر مخترعة على الأغلب!
خولة بنت الأزور .. !
سمع الكثير من الناس عن “خولة بنت الأزور” وأخوها “ضرار” الذي شارك مع خالد بن الوليد رضي الله عنه في كثير من المعارك، لكن الحقيقة التي يجهلها الكثير أن خولة بنت الأزور شخصية خيالية لم يعثر لها على أصل في كتب التاريخ والتراجم.
ويعد كتاب “فتوح الشام” لكاتبه الواقدي الكتاب الوحيد الذي جاء على ذكرها وعليه اعتمد الزركلي في ترجمة “بنت الأزور” في كتابة “الأعلام”، إلا أنه وللأسف يعتبر علماء التاريخ والسير أن “فتوح الشام” مكذوب على الواقدي ولا علاقة له به، وأن الكتّاب موضوع ولا يصح ما فيه.
ولا وجود بالتالي للقصة المشهورة لخولة بنت الأزور ومحاولتها تخليص أخيها ضرار من الأسر كذلك، إلا أنّ ضرار بن الأزور شخصية حقيقية ذكرها أغلب من ترجم للصحابة والتابعين، وكل من ترجم و كتب في الطبقات، وثبت عنه مشاركته في إخماد فتنة الردة – فتنة مالك بن نويرة – مع خالد بن الوليد رضي الله عنه، في حين لم تذكر تلك الكتب أي أثر لـ”خولة” الأسطورة.
روبن هود
وهي شخصية يظنها كثير من الناس بطل من أبطال القرون الوسطى في أوروبا، كشخصية خارجة عن القانون تسرق من الأغنياء الارستقراطيين وتمنح أموالهم للفقراء الجائعين، ومعظم القصص تتحدث عن “روبن هود” كشخص من عامة الشعب، يتزعم مجموعة من اللصوص ليتحدى نبيل نوتنغهام الذي يكرهه.
إلا أنّ باحثين كثيرين حاولوا ولقرون طويلة معرفة الهوية الحقيقية للبطل الأسطوري “روبن هود”، لكنهم لم يفلحوا في ذلك للأسف، ويزيد الطين بلة تضارب البيانات فتشير مصادر أنه كان أحد أتباع الملك ريتشارد قلب الأسد، وتشير مصادر أخرى أنه أحد حكام اسكوتلندا أو أحد فرسان الهيكل، ما يؤكد احتمال كون الشخصية خيالية وأحد أساطير العصور الوسطى المتعلقة بالظلم والاستبداد، وهو الرأي الذي يميل إليه غالب المؤرخين.
بالنسبة لي شخصياً، عرفت خولة بنت الأزور من كتب التاريخ في المدرسة، وروبن هود من بقايا الذاكرة من أحد برامج الأطفال وقتها، إلا أن البحث والتقصي أثبت كذب تلك المصادر للأسف، ما يدعونا لمراجعة بعض المعلومات التاريخية التي نظنها ثابتة وأكيدة.