أغلقت حكومة “الإنقاذ” السورية “جامعة حلب الحرة” التي يوجد مقرها في بلدة الدانا، شمالي إدلب، وسط احتجاجات من جانب الطلاب لمحاولات الحكومة السيطرة عليها، ووسط تنازع مع “الحكومة المؤقتة” التابعة للائتلاف السوري المعارض على تبعية الجامعة.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إنّه تم اليوم السبت إغلاق كلية المعلوماتية والمعهد التقني للحاسوب، ومنع الطلاب والكادر الإداري والتدريسي من الدخول إلى المبنى، بأمر من رئيس الجامعة المعين من جانبحكومة الإنقاذ إبراهيم الحمود بدلًا من ياسين خليفة الذي ما زال على رأس عمله.
وقد تجمّع عشرات الطلاب أمام مقر كلية الهندسة المعلوماتية ومعهد الحاسوب، في مقر الجامعة في البلدة، مستنكرين قرار الإغلاق الذي تعلل بالوضع الأمني، وحرصا على الطلاب من “الهجمة الشرسة والبربرية على أهلنا في المناطق المحررة” كما جاء في البيان الصادر عن رئيس الجامعة المعين إبراهيم الحمود.
وبحسب موقع “العربي الجديد” فقد تواصل بعض أعضائه مع بعض هؤلاء الطلاب، وقال الطالب محمد بكور إنّ قرار الإغلاق غير مبرر، لأن منطقة الدانا لم تتعرض خلال الحملة الراهنة لأي عمليات قصف حتى الآن. ورأى أن القرار يأتي بعد عجز إدارة الجامعة الجديدة والقوى التي تدعمها عن السيطرة على الجامعة وفرض إرادتها على الطلاب.
وأكد الطالب حامد شاكر، أنّ هذا القرار يلحق الضرر بمصالح وطموحات آلاف الطلاب، وأنه “كان الأجدر بمن يحركون إدارة الجامعة الاهتمام بالدفاع عن محافظة إدلب في هذا الوقت العصيب الذي تتعرض فيه لحملة شرسة من جانب النظام وروسيا، بدل الانشغال بقضايا لا قدرة لهم على إدارتها”.
وشهدت الأيام الماضية احتجاجات واعتصامات من قبل الطلاب، رافضين أن تدار الجامعة من جانب حكومة “الإنقاذ” التي تتهم بأنها تديرها مباشرة من قبل “هيئة تحرير الشام” وتحاول منذ تشكلها في إدلب، نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إخضاع الجامعة لسيطرتها، وهو ما دفع الحكومة المؤقتة إلى نقل مقر رئاسة الجامعة إلى مجمع بشقاتين الجامعي والذي يضم كليات الاقتصاد والعلوم ومعهد الإدارة.
وتنتشر كليات الجامعة في مناطق مختلفة من إدلب، إذ تضم بلدة كفرتخاريم كليتي الطب البشري والأسنان، وتضم معرة النعمان كليات التربية والشريعة والأدب العربي والجغرافية والتاريخ والمعهد التقاني الطبي، بينما تضم بلدة معرتمصرين كلية هندسة الميكاترونيك، ومنطقة جبل الزاوية كلية الهندسة الزراعية.
كما توجد العديد من الكليات في درعا والغوطة الشرقية وريف حمص، ومناطق في ريف حلب.
وتأسست “جامعة حلب الحرة” عام 2016، بالتعاون بين الحكومة المؤقتة وأكاديميين سوريين وفروا الكوادر والتحضيرات، وبدعم من مغتربين سوريين في أميركا، وتضم أكثر من 17 كلية ومعهدًا، وتعمل في كل من حلب وإدلب وريف حمص والغوطة الشرقية ودرعا، ويبلغ عدد الطلاب فيها قرابة خمسة آلاف طالب وطالبة.