تواصل منظمة الهلال الأحمر التركي تسليم بطاقات المنحة المالية المقدمة من المفوضية الأوروبية لفئات محددة من اللاجئين المقيمين في تركيا ممن هم خارج المخيمات بينما ترفض المنظمة نفسها الكثير من طلبات اللاجئين السوريين بحجة أنهم غير مؤهلين لبرنامج الدعم هذا.
وقال “بايرام سيلفي” مدير الهلال الأحمر التركي لخدمات الهجرة واللاجئين يوم الثلاثاء 30 أيار/مايو 2017 :”إن أكثر من 810 ألف لاجئ سوري في أنحاء تركيا، يستفيدون من بطاقات الهلال الأحمر المالية (Kızılay Cards)”.
وبين سيلفي، بحسب موقع ترك برس “أن 507 آلاف و321 لاجئاً سورياً سجلوا ضمن برنامج المساعدات الاجتماعية الجديدة، في حين يستفيد 150 ألف سوري من البرامج القديمة داخل مخيمات اللجوء، وخارجها”.
وبحسب ما أفاد به مفوض الاتحاد الأوروبي المعني بالمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات “كريستوس ستايليانيدس” خلال إطلاق برنامج الدعم الإنساني في أيلول العام الماضي ، فإنه “سيتم تقديم مساعدات مالية نقدية بقيمة 348 مليون يورو للاجئين السوريين في تركيا في إطار برنامج مساعدة للاندماج الاجتماعي للأجانب” لافتاً إلى أن “نحو مليون لاجئ سوري” سيستفيدون من المساعدة المالية، من خلال بطاقات مصرفية يصدرها الهلال الأحمر التركي تمكّن اللاجئ من تأمين احتياجاته عبر المبلغ المودع فيها” , أي أن تلك المساعدات ضمن هذا البرنامج لا تشمل المساعدات التي يقدمها الهلال الأحمر التركي للاجئين ما قبل إطلاق البرنامج والبالغ عددهم ” 150 ألف لاجئ سوري من البرامج القديمة داخل مخيمات اللجوء، وخارجها” مع العلم أن البرنامج خصص للاجئين في تركيا ممن هم خارج المخيمات.
ويعبر سيلفي عن سروره بأن عدد المستفيدين من برنامج بطاقات الهلال الأحمر “كل شهر 810 ألف سوري” مشيراً إلى أن المنظمة “تقوم كل شهر بتحويل مبلغ 100 ليرة تركية، للشخص الواحد، وفي كل شهر يزداد عدد المستفيدين، إذ نتلقى طلبات جديدة بشكل يومي”.
وكان من المفترض أن يتم منح جميع اللاجئين المسجلين في مكتب الهجرة الإقليمي على منحة مالية 100 ليرة تركية شهرياً “30 دولاراً بشكل تقريبي” وفق ما تقدمه المفوضية الأوروبية للاجئين السوريين في تركيا.
وينتقد الكثير من اللاجئين منظمة الهلال الأحمر التركي التي لا تتبع آلية محددة في عملية توزيع بطاقات المنحة المالية للأسر المحتاجة ويشير الكثيرون إلى أن اختيار العائلات المستفيدة من بطاقة الهلال تتم وفق مزاجية العاملين في المنظمة أو بشكل عشوائي لا عن دراسة جوهرية أو واقع ملموس.
وكانت منظمة الهلال الأحمر التركي قد أرسلت خلال الأسابيع الأولى من العام الحالي ولا زالت ترسل مئات الرسائل إلى اللاجئين السوريين تعلمهم برفض طلباتهم وأنهم غير مؤهلين لبرنامج المساعدة الاجتماعية في حين تقدم معظمهم باعتراضات مدعين استحقاقهم للبطاقات أسوة بغيرهم من اللاجئين ممن استلموا بطاقات وهم يملكون سيارة ولديهم محلات وأحوالهم أفضل من حال الكثير من العائلات المرفوضة.
ويحتل الحديث عن بطاقات الهلال الأحمر التركي والأسلوب المتبع في التوزيع والرفض والقبول معظم أوقات السوريين الذين يعانون ظروفاً مادية قاسية في ظل غلاء أجور البيوت والأسعار والمصاريف اليومية.
ويمنح المستفيد من برنامج المساعدات بطاقة مالية بقيمة 100 ليرة تركية لكل فرد من أفراد العائلة بعد تقديم طلب في المراكز المُخصصة في المدن التركية، وتتم دراسة الطلب ُخلال مدة قد تستغرق بضعة أشهر وبعد التأكد من أحقية مقدم الطلب يتم إرسال رسالة إلى هاتفه الجوال تخبره إن كان مؤهلاً لتلك البطاقة أم غير مؤهل ليتم تسليمه البطاقة في بنك “هالك بانكاسي”.
ويوزع تلك البطاقات الهلال الأحمر التركي (Türk Kızılayı)، بتمويل من الاتحاد الأوروبي بقيمة 348 مليون يورو ، وتنسيق مع وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية، ضمن أكبر برنامج إنساني في الاتحاد الأوروبي.
وكان رئيس منظمة الهلال الأحمر التركي كرم قنق، أكد يوم الثلاثاء 30 أيار/مايو الحالي أن جمعيته تقدم دعمًا منتظماً لقرابة 4.5 مليون شخص داخل سوريا، وأن تركيا تستضيف ثلاثة ملايين إنسان.
ويقيم في تركيا قرابة 3 ملايين لاجئ سوري موزعين على المدن والبلدات التركية إضافة لوجود أكثر من 300 ألف سوري ممن يقطنون المخيمات في المناطق القريبة من الحدود السورية.