يزداد عدد محاولات إقدام لاجئين في ألمانيا على الانتحار بشكل كبير، بسبب الضغوط النفسية الكبيرة التي يعيشونها، وفقاً لما ذكرته صحيفة “أوسنابروكر تسايتونغ” الألمانية في تقرير لها، اليوم الأربعاء.
ونقل موقع “مهاجر نيوز” عن الصحيفة قولها إن محاولات الانتحار في ولاية ساكسونيا السفلي في ازدياد، واستندت الصحيفة في تقريرها إلى إجابة حكومة الولاية على سؤال لكتلة الحزب الديمقراطي الحر حول محاولات الانتحار من قبل اللاجئين في الولاية.
وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن وزارة الداخلية في الولاية في إجابتها قالت إنه كانت هناك 50 محاولة انتحار العام الماضي أدت 4 منها إلى الموت في 13 بلدية فقط من أصل 49 بلدية في الولاية، مشيرةً أن بقية البلديات التزمت الصمت ولم تنشر إحصائياتها عن ذلك.
وكانت محاولات الانتحار في العام 2015 قد وصلت لـ19 محاولة، ما يشير إلى ارتفاع كبير في عدد محاولات الانتحار، ووفقاً للصحيفة فإن محاولات انتحار اللاجئين لا تقتصر على ولاية ساكسونيا السفلي فقط، إذ أنها تضاعفت ثلاث مرات عام 2016 مقارنة بعام 2015 بوصولها إلى 162 محاولة انتحار.
صعوبة لم الشمل
ويعود سبب هذه الزيادة الكبيرة في محاولات الانتحار حسب وزارة الداخلية في ساكسونيا السفلي، إلى الوضع النفسي والأزمات النفسية التي يعاني منها هؤلاء اللاجئون وحالات الاكتئاب وتناول حبوب ومخدرات، كما أن اليأس وفقدان الأمل بعد رفض طلب اللجوء كان أيضا من الأسباب التي تدفع اللاجئ إلى الانتحار.
بيردند ميزوفيتش، نائب المدير التنفيذي لمنظمة “برو أزويل” التي تدافع عن اللاجئين، قال إن الوضع النفسي للاجئين يزداد صعوبة، وكثيرون يعانون من صدمات نفسية. وأضاف للصحيفة الألمانية أن ذلك يعود إلى الوضع في ألمانيا الذي يتعبهم “وكل شيء (ما يتعلق بوضع اللاجئ وطلبه) يدوم ويستغرق فترة طويلة، وتوقعات هؤلاء كانت مختلفة تماما”.
ويعد لم شمل العائلة وإيجاد فرصة العمل من بين أبرز الأمور التي تتعب اللاجئ كثيرا وتزيد معاناته. ويصف ميزفيتش: طالبو اللجوء هؤلاء يتحطمون وينهارون مع كل آمالهم، ولا يمكن حل هذه المشكلة ببساطة، لكن المؤكد هو أن المشكلة معقدة وأكبر بكثير مما تشير إليه أرقام محاولات الانتحار، علما بأن العدد الحقيقي أكبر مما هو معلن بكثير”.
ويؤكد ذلك كاي فيبر، من مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى، مشيرا إلى أن موضوع لم الشمل العائلي من المشاكل الكبيرة التي يعاني منها اللاجئ، إذ أنه وبعد تشديد قانون اللجوء عام 2016 قررت الحكومة الاتحادية وقف لم الشمل العائلي لمن يحصلون على الحماية الجزئية حتى مارس/ آذار 2018.
وحتى في حال السماح للاجئ بلم شمل عائلته، فإنه يصطدم بحائط البيروقراطية والإجراءات المعقدة وهو ما يعقد الوضع النفسي للاجئ “وخاصة الأب الذي يكون قلقاً حول وضع عائلته في بلده الأصلي أو بلد آخر، حيث يشعر بالذنب لأنه يعيش بأمان، في حين لا تزال عائلته تعيش في وضع صعب”.
والأسبوع الماضي ذكرت مصادر مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى، أن رجلا إريتريا انتحر، لأنه لم يستطع بسبب البيروقراطية وتعقيد الإجراءات شمل عائلتته التي تركها في السودان، ما أصابه باليأس ودفعه للانتحار.