شبكة العاصمة اونلاين
يشعر سكان قرية ألمانية صغيرة، لا يتجاوز عدد سكانها 102 شخصاً، في ولاية ساكسونيا السفلى بالحزن على رحيل اللاجئين التدريجي بعد أن كانوا قد صدموا في البداية بنبأ قدوم 1000 منهم قبل قرابة 6 أشهر.
ولم تكن تتصور رئيسة البلدية غريت ريشتر في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2015 عندما استدعتها سلطات الولاية لتخبرها عن تخطيطها لإسكان 1000 لاجىء قادمين من سوريا وأفغانستان ودول أخرى في مبنى في قرية “سومته” الصغيرة بشكلٍ مؤقت، كيف سينجح الأمر.
فالقرية تفتقد لفرص العمل ووسائل النقل والمرافق العامة، والناس متخوفون من القادمين الجدد، وأخذ السكان المحليون يتساءلون غاضبين خلال لقاء أهلي حينذاك عن إمكانية استقبالهم.
لكن بعد 6 أشهر لم تتحقّق المخاوف من زيادة العبء على المرافق العامة وحدوث أعمال عنف فحسب، بل ساهم القادمون الجدد في بثّ الحياة في القرية الهادئة وخلق عشرات فرص العمل.
ولم يأت لاجئون جدد إلى قرية “سومته”منذ أن وصلت حافلة تحمل 9 منهم في شهر فبراير/شباط 2016 خاصة بعد توقّف تدفّق اللاجئين جراء إغلاق ممر البلقان الذي كانوا يسلكونه منذ صيف 2015، ويقيم فيها حالياً 115 لاجئاً ومهاجراً، فيما تم نقل الباقي إلى منازل في دائرة لونبرغ بشمال ألمانيا، ينتظرون فيها الحصول على حق الإقامة والعمل
ويقول ينس ماير مدير مركز استقبال اللاجئين في القرية إن عدد اللاجئين المقيمين لديهم وصل إلى 706 لاجئين من 25 جنسية في فترة الذروة، مشيراً إلى أنهم قاموا بحل بعض المشاجرات التي حدثت داخل الدار دون استدعاء الشرطة.
ويشير مدير الملجأ إلى أنه بعد وصول أول لاجىء في شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2015 وقضاء أسابيع في العمل على تجهيزه، عين قرابة 70 موظفاً، 40 منهم من السكان المحليين.
وعبر العاملون فيه الآن من عمال إرشاد اجتماعي وعمال تنظيف وطباخين عن حزنهم لتوقف قدوم اللاجئين وعن رغبتهم بمواصلة العمل فيه.
وأكدت زابينه شاك، التي تعمل في مجال الغسيل في الملجأ الذي يأوي اللاجئين، عن سعادتها للعمل مجدداً بعد 18 شهراً قضتها في إجازة مرضية (حسب تعبيرها)، بعد أن فقدت عملها.
وتقول “شاك” فيما يتعلق باستقبال اللاجئين إنه يجب على المرء تقبل التحدي وعدم حمل أحكام مسبقة.
ولم تقتصر استفادة القرية من حصول عدد كبير من سكانها على فرص عمل كعمال الكهرباء والسمكريين والخبازين الذي كانوا يأتون بما يصل إلى 1000 قطعة خبز، بل تحسّنت الخدمات فيها أيضاً.
إذ يتمتع السكان بخدمات إنارة أفضل وعدد أكبر من رجال الشرطة ومرافق عامة أفضل يأملون في بقائها بعد انتهاء فترة وجود اللاجئين التي كانت قد حددت بعام واحد.
عدد القراءات (185)