الملا عُمر في سطور
لم تكن حياته مختلفة تماماً عن طريقة موته فكما اتسمت حياته بالغموض والإبتعاد عن الأضواء والظهور، حملت وفاته في طياتها الكثير من الغموض أيضاً، الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان.
لم يكن الملا سوى طالب علم محارب للوجود السوفييتي على أرضه، دون أي فكرة مسبقة عن المكانة التي سيصل إليها بعد ثلاثين سنة من قتاله ضد قوات احتلال أجنبية، بدأ نشاطه كآخرين في بلاده أرادوا تخليص أفغانستان من أمراء الحرب والعصابات والفساد الذي انتشر إبان الانسحاب السوفييتي.
الملا “محمد عمر مجاهد” اسمه الكامل، من مواليد 1960ميلادية لأسرة فقيرة جداً بالقرب من قندهار، العاصمة الأفغانية القديمة.
عندما بلغ من العُمر /19/ عاماً انضم إلى القتال ضد القوات السوفييتية التي كانت تغزو أفغانستان سنة 1979.
وفي عام 1994 تولى الملا عمر قيادة طلاب العلم المجاهدين الذين كانوا يحاولون إيقاف الاقتتال الدائر آنذاك بين أمراء الحرب الأفغان عقب انهيار النظام الشيوعي الذي كان يحكم بلادهم .
لُقب بأمير المؤمنين وأصبح أميراً لحركة طالبان في عام 1996، لتتمكن الحركة في عهده من القضاء على كافة الميليشيات الأفغانية وأمراء الحرب في خضم لحرب أهلية كانت تعصف بالبلاد.
إلا أن تحالف الأمير الملا عمر مع أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في وقت لاحق، ورفض الملا تسليم بن لادن للتحالف الدولي، أعطى مبرراً بحسب كثير من المحللين للولايات المتحدة إلى غزو أفغانستان على رأس تحالف دولي في 2001 بعيد هجمات سبتمبر في نيويورك وواشنطن.
بعد هذه الأحداث والتداعيات أعلن الأمريكيون عن مكافأة تبلغ عشرة ملايين دولار لمن يقبض على الملا عمر، ليصبح ثاني أشهر المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية، بعد زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
لتخرج أكثر من مرة وبأكثر من مناسبة وبوسائل إعلامية عدة تعلن عن موت الملا، ناقلة عن مصادر حكومية أفغانية نبأ موته قبل سنتين أو ثلاث سنوات في باكستان، لتؤكد طالبان وللمرة الأولى عن نبأ وفاته دون أية تفاصيل أخرى، وتم تعيين الملا اختر منصور خليفة له.
https://soundcloud.com/damascus-radio/tepfcjkihtia