مؤسس ومدير شبكة العاصمة اونلاين
عرَف البعثيون بقيادة المجرم حافظ الأسد بعد انقلابهم 1963 ومن ثم انقلابه على أصدقائه 1970، عرَفوا مع من يتحالفون (روسيا وغيرها)، فقد فَهِمَ حافظ الأسد المعادلة الدولية، فاستطاع أن يكون سرطاناً أشد ضرراً على السوريين من عصابة “إسرائيل” ذاتها، ولم يعد بإمكان قوة دولية واحدة أن تقرر نزعه من شرشه منذ 1382هـ – 1963 ميلادية، أي منذ 52 عام، إذاً بفهم قواعد اللعبة تمكّن من تأسيس دولة (وإن كانت ظالمة باطشة)، تستحيل إزالتها إلى حين بروز قوّة أكثر فهماً وديناميكية مع الواقع، وهذا ما أتحدث عنه، وحديثي هنا عن جغرافيا سوريا وليس عن بلدان ومجتمعات مليار ونصف مسلم، وجب التنويه.
تنظيم الدولة نموذج مماثل:
داعش مارست وتمارس العملية ذاتها، ومازلنا نتفرج عليهم جميعاً ونلعن غباءهم!! -في الغالب- دون فهم الحالة الدولية القائمة، مازلنا نفكّر في تحرير قرية نائية أو مركز مدينة جانبية في الصراع ونتحرّك عسكرياً قبل سياسياً، فأحاط بنا المحيطون ودارت حولنا الدوائر، وفي مجال الممارسة السياسية نلعن روح الائتلاف لأنه مضيع رأسه من رجليه.. بعدها نكتب مقالاً في صحيفة أمريكية على الأكثر، وتبدأ حرب التكفير والتفكير: هل كتابة هكذا مقال مشروعٌ أم سيؤدي للتفريط ؟!.
المشكلة أننا نسمع لكل ناعق ونخوض في مناقشته، وعليه تكون تصرفاتنا الرشيدة كحلقة وحيدة في مسلسل الممارسة السياسية المطلوب العمل باستمرار فيها لأعوام وأعوام، بحيث ينبغي صرف النظر عن الآراء البدائية في هذا المسلسل الفكري السياسي المتطور.
هل نؤسس أحزاب وجماعات؟
بالتأكيد ليست دعوة لتأسيس أحزاب ومجموعات على الفيسبوك.. لاينقصنا!، ولا تأسيس تجمعات لدعم الثورة سياسياً في تركيا أو أوروبا وغيرها -وهو مطلوب في ذاته- إنما رسالتي للميدانيين والشباب الذين ينتمون لشعب مسلم سنّي لم يخسر كل شيء في سبيل أن تتحكم به الأقليات مجدداً، على هؤلاء الميدانيين قياديين أو جنوداً مخلصين مجاهدين أو عاملين في الكتائب الإسلامية أو الجيش الحر، يجب عليهم أن ينفر منهم من يسدّ الثغرة، فيفهم معادلات السياسة الحالية اليومية “الوضعية” التي تحرّك العالم، يفهمها جامعياً أو بالتدريب لافرق.. مع كثرة القراءة في التاريخ والجغرافيا والسياسة والمجتمع وحروب الشرق والغرب ويطلع على مسير أهم الشخصيات المؤثرة في العالم على الأقل ليعرف أحوال الأمم،ثم يخوض بعمق السياسة الشرعية ضمن دائرة النضال والثورة التي قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجاهلية العالمية في نموذجي مكّة والمدينة إلى أن شعّ النور في العالم كلّه.
حلال علينا بعد كارثة انهيار الدولة العثمانية منذ 100 عام وقد تتالت عصور الذل أن نعقد التحالفات المؤقتة وطويلة الأمد والدائمة، وأن نوسّع فهمنا المحلّي للوضع الدولي والإقليمي، فنقدّم للعالم رسالة دقيقة بين السلام والحرب، لصالح الشعب السوري وثورته اليتيمة، ليثبُتَ للثورة وجودٌ راسخٌ بين هذه التجاذبات، ونخلق حاجة حقيقية عند دول العالم لوجود سوريا قوية بقيادات تنتمي لأكثرية شعبها المُسلم وتعدل مع جميع الناس في دولة قانون شرعي يعطي كل ذي حق حقه، فالسياسة أرض خصبة لها مواسمها، و”يستر عرضكم” تجاهلوا الرد على من يحرّم الجلوس مع الكفّار والمنافقين على طاولة واحدة ويغض الطرف عن محتوى الجلسة، فيحرّم ما أحلّه الله في النقل والعقل، ضمن قاعدة مفسدة أقل لدفع مفسدة أعظم.
يمكنك التفاعل على هذا المقال بتعليقك، أو زيارة صفحة: أويس العمر – الصفحة العامة
مقالات الرأي تعبّر عن أصحابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي شبكة العاصمة اونلاين.