الحكومة الكندية الجديدة تتخلى عن قتال تنظيم الدولة
شبكة العاصمة اونلاين – وكالات
ابراهيم العبدان
“إن النقاب الذي ترتديه بعض النساء المسلمات جاء من ثقافة معادية للمرأة، ومن المهين أن يخفي أحد هويته في اللحظة التي ينضم فيها للعائلة الكندية” تلك ليست التصريحات الوحيدة المعادية للنقاب أو الإسلام والتي كان قد أدلى بها ستيفن هاربر رئيس الوزراء الكندي السابق.
فقد حقق الحزب الليبرالي الكندي وزعيمه جاستين ترودو فوزاً كبيراً في الانتخابات الكندية الأخيرة، مسقطاً بذلك حكومة المحافظين بقيادة هاربر المعروف بتصريحاته المعادية للاسلام.
والغريب في الموضوع أن الحزب الفائز لم يكن يتوقع ذلك مطلقاً، إذ كان الليبراليون في المركز الثالث في البرلمان قبل هذه الانتخابات، ما اعتبره محللون كنديون على الشبكات التلفزيونية الرئيسية في كندا “تحولاً للحظوظ السياسية”.
وبذلك تنتهي 9 سنوات طويلة قضاها هاربر وحكومته المحافظة في السلطة، ما ينهي نمطاً سياسياً ومالياً وثقافياً محافظاً، ويتيح المجال لليبراليين لتسلم زمام السلطة، الأمر الذي استثمره ترودو (43 عاما) زعيم الحزب الفائز مباشرة، بوعده بالاستثمار في البنية الأساسية وتحفيز النمو الاقتصادي الهزيل في كندا وإيجاد مزيد من فرص العمل.
كذلك فإن “إصلاحات” ترودو ستشمل السياسة الخارجية الكندية، إذ تعهد بإعادة الدفء للعلاقات الكندية الأمريكية، والتي عانت من الفتور خلال فترة إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما.
كذلك ستمتد يد الليبراليين للإصلاح العسكري، وذلك بسحب القوات الكندية المشاركة في التحالف الدولي المقاتل لتنظيم الدولة، في حين سيطلقون يد المساعدات الانسانية والتدريب والحلول الدبلوماسية.
وبذلك ينتقل حزب المحافظين من رأس السلطة إلى المعارضة الرسمية في البرلمان، يليه الحزب الديمقراطي الجديد، الأمر الذي أجبر رئيس الحزب المحافظ على الاستقالة والتخلي عن زعامة الحزب وذلك بسبب الهزيمة الساحقة أمام الحزب الليبرالي في الانتخابات الأخيرة.
وبذلك تنتهي ولاية هاربر الذي يعتبر الإسلام “أكبر تهديد لكندا” والذي يستخدم عادة مصطلح “الإرهاب الإسلامي” للدلالة على أغلب حركات المقاومة في العالم الإسلامي، ما دعا المجلس الوطني لمسلمي كندا لمقاضاة هاربر بعد رفضه الاعتذار عن إدعاء أن للجماعة علاقة بإرهابيين.
الانتخابات الكندية تطيح بحكومة معروفة بمعاداتها للإسلام