استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الإثنين، اعتقال الداعية سلمان العودة، وعدد من العلماء السعوديين، مطالبا السلطات السعودية بالإفراج “الفوري” عنهم.
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن الاتحاد، باسم أمينه العام علي محيي الدين القره داغي، واطلعت عليه الأناضول.
وقال البيان إن الشيخ “العودة عضو بمجلس أمناء الاتحاد، ويُشهد له بجهوده في مجال الدعوة الإسلامية، وهي جهود مباركة موسومة بالوسطية التي ينتهجها الاتحاد”.
وذكر أنه في ظل الأزمة التي وقعت بين دول التعاون الخليجي، نادى العودة “بوحدة تلك الدول بموجب تغريدة بشأن أزمة قطر ودول المجلس أثارت ردودا غاضبة في المملكة”.
وكان آخر ما نشره العودة تغريدة على حسابه بـ “تويتر” قال فيها: “ربنا لك الحمد لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”.
تغريدة العودة جاءت عقب الاتصال الهاتفي بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود، السبت الماضي.
وناشد الاتحاد “خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبد العزيز) سرعة الإفراج عن العلماء والدعاة الذين تم اعتقالهم، وعدم المساس بحريتهم”.
كما دعا السعودية إلى “تغليب صوت الحكمة في التعامل مع الأزمة الخليجية ومع هؤلاء العلماء، وعدم الزج بهم في قضايا الخلاف السياسي”.
وتداول ناشطون أمس الأول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنباء اعتقال 3 من الدعاة السعوديين المعروفين هم سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري.
وتشير الأنباء أيضا إلى قائمة تضم 20 شخصية أخرى لم يتم الإعلان عنهم.
وأمس الأول الأحد، قال خالد بن فهد العودة، إن السلطات السعودية أوقفت شقيقه سلمان، في حين لم يصدر أي تصريح رسمي سعودي حتى الآن بشأن هذا النبأ.
ونشر خالد عبر حسابه على “تويتر” صورة شقيقه مقرونة بوسم “#اعتقال_الشيخ_سلمان_العوده”، دون أن يوضح خالد أسباب أو تاريخ أو مكان اعتقال شقيقه.
وحتى الساعة 24:00 تغ، لم يصدر أي تصريح رسمي سعودي حول نبأ توقيف العودة، كما لم يتسن التواصل مع أي جهة رسمية في المملكة.
إلى جانب أن الشيخ العودة لم يصدر أي تعليق على صفحاته وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعصف بالخليج أزمة بدأت في 5 يونيو / حزيران الماضي، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.
وتقول قطر إنها تواجه حملة “افتراءات” و”أكاذيب” تهدف إلى فرض “الوصاية” على قرارها الوطني.
وفجر السبت الماضي، قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تلقى اتصالا هاتفيا من أمير دولة قطر.
وأوضحت الوكالة أن الأمير تميم أبدى رغبته بالجلوس إلى طاولة الحوار لحل الأزمة الخليجية، بما يضمن مصالح جميع الأطراف، الأمر الذي رحب به ولي العهد السعودي.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن الاتصال يأتي بتنسيق من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضافت الوكالة، أن الأمير تميم وافق على طلب ولي العهد السعودي بتكليف عدة مبعوثين لبحث الخلافات، على أن يبحثوا القضايا العالقة دون المساس بسيادة الدول.
وفي تطور مفاجئ عقب الاتصال، أعلنت السعودية رفضها لما جاء في الوكالة القطرية حول الاتصال.
كما أعلنت “تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها بشكل علني، وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به”.
جاء ذلك بحسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية، نقلا عن مسؤول في وزارة خارجية المملكة لم تسمه.
تصريحات المسؤول السعودي جاءت ردا على ما نشرته وكالة الأنباء القطرية، عن المكالمة الهاتفية التي دارت بين الأمير القطري وولي العهد السعودي.
وذكر المصدر في تصريحاته أن “ما نشرته وكالة الأنباء القطرية (حول الاتصال الهاتفي بين تميم وبن سلمان) هو استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق”، دون توضيح المقصود بالتحريف.