رفضت السلطات الأردنية استقبال نحو 3 آلاف أسرة من اللاجئين السوريين، الذين هربوا من أعمال العنف في مدينتي دير الزور والرقة، وتعيش هذه الأسر حاليا في ظروف بالغة الصعوبة على بعد كيلو متر واحد من الحدود مع الأردن، حيث ذكرت مصادر من المخيم أن اللاجئين يواجهون مخاطر المرض والمجاعة.
تجمعت حوالي ثلاثة آلاف أسرة سورية بالقرب من الحدود الأردنية في أعقاب القتال الدامي الذي وقع ضد تنظيم داعش الإرهابي في مناطق دير الزور والرقة، إلا أن السلطات الأردنية رفضت السماح لهم بدخول أراضيها، ما أدى إلى ترك عشرات النساء والأطفال بدون أية مساعدات.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الإيطالية “أنسا”، إن ” نحو 3 آلاف أسرة شردتها الحرب في شرق سوريا تقيم في المنطقة الصحراوية المتاخمة لمخيم الرقبان، الذي لا يبعد سوى كيلو متر واحد من الحدود مع الأردن، وهو عبارة عن مبان من الطين ويعيش سكانه على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية. وأوضح شهود العيان أن ميليشيات محلية مقربة من الأردن تقوم بحماية المخيم، وتمنع اقتراب المقيمين فيه من الحدود الأردنية.
اللاجئون يواجهون خطر المجاعة
وذكرت مصادر في المخيم، أن أوضاع اللاجئين هناك متدهورة، وأنهم يواجهون مخاطر المرض والمجاعة، حيث لا يوجد لديهم طعام أو أدوية أو بطانيات. وقال أحد الناشطين لوكالة أنسا إن ” المخيم الجديد يفتقر إلى البنية الأساسية من خدمات طبية ومياه ومحطات تحلية مياه، ويجب على الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها لحماية هؤلاء الناس”.
وأدت الحملة التي ينفذها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لطرد تنظيم داعش من المناطق الغنية بالبترول في شرق سوريا إلى خسائر كبيرة في الأرواح بين المدنيين، لاسيما في الرقة، معقل داعش السابق، ولا يزال القتال مستمرا في مناطق أخرى من سوريا في الوقت الذي تستمر فيه المخاوف من تزايد عدد اللاجئين المتجهين إلى الأردن.
ويقوم المهاجرون حاليا ببناء منازل من الطين، حيث لا يمكنهم الحصول على خيام أو منازل متنقلة كالتي توفرها المنظمات الدولية. ولجأ المهاجرون إلى تلك المنطقة بسبب وقوعها ضمن “مناطق التهدئة” حسب الاتفاق الذي وقعته روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق من العام الحالي. وقالت الأردن إنها تخشي من أن يكون لبعض هؤلاء اللاجئين صلة بتنظيم داعش، وقامت بإغلاق الحدود أمامهم.