خاص شبكة العاصمة اونلاين – إيمان الإمام غل
من هم الفتحية ؟ من هو مؤسس حركتهم وما هي أهدافه ؟ كيف يستخدم الفتحية مبدأ التقية للوصول إلى غاياتهم ؟
الفتحية حركة سياسية تركية تدعي انتماءها للاسلام بمنهجه الصوفي تحت اسم الخدمة وقد أطلق عليهم اسم الفتحية نسبة لزعيمها القاطن في أميركا في ولاية بنسلفانيا فتح الله غولن الذي ولد في27 أبريل 1941 في قرية كورجوك بمحافظة أرضروم، ونشأ في عائلة متدينة تعلم على يدي والده الذي علمه العربية والفارسية وكان محبا للاطلاع فلم يهمل جانبا من الجوانب الفلسفية والفيزيائية والعلوم الوضعية بالإضافة إلى اهتمامه برسائل النور ومداومته على الذهاب إلى التكية لتعلم الصوفية .
“منهج غولن الإسلامي”
بدأت أفكار فتح الله غولن بالانحراف عن الإسلاميين الأتراك منذ فترة حكم نجم الدين أربكان حيث كان غولن يعارض أربكان في كرهه لأمريكا لدعمها للصهيوتية العالمية بالإضافة إلى رفض غولن ربط الحياة السياسية بالدين الإسلامي فهو يرى أن الإسلام منهج شرعي يخص الفرد وعلى الدولة ألا تطبق الشريعة الإسلامية كما يرى أنه من الواجب توحيد الأديان السماوية الثلاث من خلال التقارب وقد قوبل فتح الله غولن بدعم كبير من الدول المعادية للإسلام والمسلمين فقد دعاه بابا الفاتيكان واستقبله وأثنى على أفكاره عام 1998 كما التقى بشخصيات من اليهود ومن أبرز القضايا التي أثيرت حول فتح الله غولن اعتبار الحجاب أمرا غير مفروض وهو قضية ثانوية .
“غولن والحياة السياسية في تركيا”
على الرغم من شعار الجماعة الذي يشيعونه وهو قولهم “نعوذ بالله من السياسة ” إلا أن فتح الله غولن كان على علاقة بالسياسة والسياسيين فقد كان في البداية على علاقة طيبة بنجم الدين أربكان زعيم حزب الرفاه آنذاك كما كانت علاقته جيدة مع باقي الأحزاب أيضا وعند استلام العلمانيين برئاسة بولنت أجاويد استمر في دعم النظام الحاكم بالرغم من أنه غير إسلامي لكنه صرح ببعض الانتقادات الموجهة للحكومة عام 1999 خرج على إثرها من البلاد متوجها نحو الولايات المتحدة الأمريكية التي أعجبت بأفكاره وسمحت له بإنشاء المدارس كما دعمته ماديا وبكل الوسائل وفي بداية عهد العدالة والتنمية قدم غولن تعاونه واستطاع الحصول على بعض الميزات كالدخول للبرلمان والجيش والحكومة مقابل دعم الجماعة لأردوغان وازدادت قوة الجماعة حيث دخل أعضاؤها دوائر الدولة المتنوعة .
” منهج التقية في حياة الجماعة “
استمر نشاط غولن على الأرض حيث كان يبث أفكاره السياسية ومنهجه الديني عن طريق التقية فقد عمل على نشر أفكاره ومنهجه الديني والسياسي عن طريق المدارس الداخلية التي افتتحها والجمعيات الخيرية بالإضافة إلى نشاطه الإعلامي حيث بدأ نشاطاته بالعمل الدعوي في أزمير كما كان يعمل واعظا متجولا وعاقدا للندوات والمجالس وكان عمله تطوعيا دائما وهذه هي النقطة الرئيسية التي اعتمد عليها فتح الله غولن وأتباعه حيث أنهم دائما يظهرون للناس موقف الطائع الناسك في أي مجال من المجالات حيث يقوم غولن على تنشئتهم ودعم مواهبهم ودسهم في دوائر الدولة السياسية والتربوية والاقتصادية والعسكرية ويبدي هؤلاء المنتسبون للجماعة الطاعة التامة لرؤسائهم وعدم رفض أي أمر كما أنه يعمل على تدريبهم على العمل الصامت ضمن الجماعات مهما كانت انتماءاتها فهو لا يرى حرجا في أن يترك منتسبو جماعته الصلاة خشية ألا يراهم أحد كما أنه لا يرى حرجا في سفور نسائهم ولم تكن تلك الحركة مقتصرة على الرجال بل ضمت النساء أيضا وعملت على استمالة الطبقة الفقيرة حيث كان يدعمهم ماديا وتعليميا بينما يبث أفكاره في عقولهم منذ نعومة أظفارهم وقد حاول أيضا استمالة الآخرين من غير الأتراك ففي بداية لجوئهم إلى تركيا قام فتح الله غولن عن طريق جمعيته الخيرية المسماة “كيمسيوكمو ” والمقصود بها من ليس له أحد قام غولن بدعم المدارس السورية واستمالة فئة اليافعين منها ليبث أفكاره في عقولهم ، أما على الجانب الإعلامي فهناك عدد من الصحف والقنوات المرئية والمسموعة التي تدعو لفكر الجماعة دون أن يشعر بذلك أحد فهي تدعو للتسامح والتآخي والإسلام المعتدل وحب الخير بحيث ترى أنك أمام ولي من أولياء الله أما عن المدارس الداخلية فإن هناك مئات من المدارس في تركيا وخارجها تدعو إلى الفكرة ذاتها كما أن أنصاره يعقدون اجتماعاتهم وندواتهم ضمن سكنات شبابية اتخذت لهذا الغرض .
“بداية التمرد على أردوغان وتطورات الأحداث”
بدأت حركات التمرد على أردوغان تظهر عندما قام بتسليم ملف المخابرات لهاكان فيدان وهنا بدأت نوايا غولن بالظهور فقد كان ينتظر أن تحكم الجماعة قبضتها على المخابرات بالإضافة للجيش وعندما لم يحصل على ماأراد قام بأول محاولة انقلاب حيث استدعى المدعي العام المنتمي للجماعة رئيس المخابرات للتحقيق بتهمة التخابر مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي وكان الغرض من هذا أن يضغط على فيدان ليقول أنه أخذ أوامره من أردوغان وعندها توجه تهمة الخيانة العظمى لأردوغان الذي كان على موعد مع وعمل جراحي بحيث يصحو ليجد نفسه مقيد اليدين خائنا مطرودا خارج العمل السياسي لكن إرادة الله شاءت لعمليته أن تتأخر 45 دقيقة فينجو من محاولة انقلاب فاشلة ويزج بالمدعي العام وأتباعه في السجن لكن غولن لم يقطع الأمل بل تابع محاولاته الفاشلة ليثير مشاكل غيزي بارك التي استمرت لأيام حيث قامت جماعة غولن باستنهاض كافة أطياف المعارضة للثورة على أردوغان على خلفية قرار الدولة بقطع عدد من الأشجار ليعاد بناء المسجد الذي هدمه أتاتورك هناك ومن المضحك ان أطراف المعارضة كانت تطالب في تلك المظاهرات بإيقاف المشاريع التي تقوم بها الدولة كالجسر الثالث والمطار الثالث وقناة اسطنبول بالإضافة إلى دعوة أردوغان للتنحي وخسرت الجماعة من جديد وكشف عدد كبير من أعضائها واستمرت أحلام غولن وظهر حقده جليا في فترة الانتخابات وحرضت قنواته وصحفه الناس على عدم التصويت للعدالة والتنمية واستمر العداء ليصل به الجنون إلى محاولة الانقلاب الثالث عسكريا لكن ال 45 دقيقة التي أخفقت الانقلاب الأول تحولت إلى 12 دقيقة حث بها أردوغان الشعب على النزول للشوارع لينتهي الانقلاب بأقل من 24 ساعة ويبدأ عصر جديد يميز به أردوغان الخبيث من الطيب من ضباط الجيش ويعود لتلاوة آيته المعتادة ” إن معي ربي سيهدين “