25 قتيلاً مدنياً في قصف طائرات التحالف في بلدة أطمة الحدودية
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
همام الدين الرشيد
بعد يوم واحد من إعلان الخارجية التركية على لسان نائب وزير خارجيتها “فريدون سيريليو أوغلو” أن اتفاقاً نهائياً تم توقيعه مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بإقامة المنطقة الآمنة وتحديد مساحتها ومكانها، قامت طائرات تابعة للتحالف الدولي بقصف عدة مقار عسكرية وورش تصنيع تتبع “لجيش السنة” أحد مكونات جيش الفتح، بالإضافة لقصف عدة بيوت للمدنيين في النواحي المجاورة للمقرات.
وأكد الناشطون مقتل ما يزيد عن 20 مدنياً خمسة منهم من عائلة واحدة، كما أعلن جيش السنة عن مقتل خمسة أخرين من مقاتليه في الغارات.
رغم الإعلان التركي .. أمريكا تنفي أي اتفاق!
ليأتي هذا الحدث الأول من نوعه من حيث اختيار فصيل غير مصنف إرهابياً لدى الولايات المتحدة، في توقيت غريب جداً، إذ لم يمر 24 ساعة على إعلان المنطقة العازلة بشكل رسمي، لكن وكالة الأناضول نقلت خبراً عن رفض واشنطن لتسمية المنطقة المزمع تطهيرها من داعش شمالي سوريا بـ”منطقة عازلة”، إذ ذكر متحدث الخارجية الأمريكية “مارك تونر” في موجز صحفي من واشنطن أمس الثلاثاء: “لقد كنا واضحين من على هذا المنبر وفي عدة مناسبات أخرى، ليست هنالك منطقة أو ملاذ آمن، نحن لا نتحدث عن هذا هنا، ما نتحدث عنه هو جهد متواصل لطرد داعش من المنطقة”، وعرج ذات المتحدث على موضوع الاتفاق التركي: “لدينا اتفاق باستخدام المنشآت التركية لتعزيز عملياتنا الجوية ضد داعش على الأرض”.
وكان عدد من ناشطي ومفكري الثورة قد استنكر القصف الأمريكي الأخير، “فمجاهد ديرانية” يرى أن أمريكا : “قصفت أطمة لإحباط المنطقة الآمنة لأن أرواح السوريين عندها أرخص من الماء” وأنّ الولايات المتحدة “تسعى لإفشال المخطط التركي”، فهي: “اضطرت لمسايرة تركيا في الظاهر وتحارب مشروعها بالباطن.”
لم يقف الأمر عند ناشطي الثورة فحسب، إذ ذكرت وكالة تركية أن عشرات الصحفيين والناشطين الأتراك استنكروا غارات التحالف الدولي على أطمة وطالبوا حكومتهم بإعادة إغلاق قاعدة “انجرليك” أمام الطائرات الأمريكية، ومنع طائرات التحالف من استخدامها. وظهرا ذلك جلياً في موقع التواصل الاجتماعي تويتر من حيث نشط هاشتاق “أغلقوا إنجيرليك في وجه التحالف فورًا İncirlikHemenKoalisyonaKapansın#”، وهاشتاق آخر “دقيقة إنجيرليك #oneminute_incirlik” استعارةً لموقف الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في برنامج دافوس ضد الرئيس الإسرائيلي “شيمون بيريز” .
تركيا تنفي أي صلة بالقصف .. وتصف العملية بالـ “مشبوهة”
ومع تضارب الأنباء الرسمية بين الخارجية التركية والمتحدث الأمريكي، يفسر المراقبون الاختيار الأمريكي في قصف هذه النقطة بالذات بأنه لخلط الأوراق وبعثرتها، خصوصاً مع بيان عاجل للخارجية التركية نفت فيه: “إقلاع أي طائرات مقاتلة أو أخرى بدون طيار، مساء أمس، من قاعدة “إنجرليك” الجوية ، أو من أي قاعدة أخرى، وتنفيذها غارة جوية على قرية “أطمة” بمحافظة إدلب شمال سوريا”، وأكدت الخارجية التركية في بيانها أيضاً أنه: “لم تقلع الطائرات من قاعدة إنجيرليك ولم تستخدم المجال الجوي التركي، وكل الأخبار التي حملت هذه الادعاءات كاذبة، ومشبوهة”
الجدير بالذكر أنّ المنطقة الآمنة المزمع إقامتها -بحسب الخارجية التركية- ستكون بطول 98 كيلومترًا، وعمق 45 كيلومترًا، وستشرف قوات “الجيش الحر” على حمايتها، في حين ستمنع الفصائل الإسلامية من دخولها، إلا أنّ بعض تلك الفصائل كأحرار الشام وجيش الإسلام كانت قد أيدت الإعلان التركي؛ لما تحمله المنطقة الآمنة من تخفيف لمعاناة النازحين وتخليصهم من القصف اليومي لطيران النظام وبراميله بحسب البيانات الرسمية لتلك الفصائل.