قال مدير التعليم بولاية إسطنبول التركية، عمر فاروق يلكنجي، إن المدارس السورية ستنهي خدماتها خلال السنوات الأربعة المقبلة، فيما يستكمل طلابها دراستهم في المدارس التركية.
وفي مقابلة مع الأناضول، بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، لفت “يلكنجي” إلى أنّ طلاّب بعض الصفوف الدراسية من السوريين سيلزمون بمتابعة دراستهم في المدارس التركية.
وبيّن المسؤول التركي أنّ الطلاب بمدارس التعليم المؤقت (اسم يطلق على المدارس السورية)، سينتقلون تدريجيا إلى المدارس التركية، معتبراً أنّ تلك المدارس “رغم الأخطاء والنواقص، إلا أنه كان لها دور بمختلف الزاويا”.
وأضاف “جميع الأطفال السوريين كانوا يدرسون بمراكز التعليم المؤقت، ولكن منذ العام الدراسي 2016-2017، تم إحداث تغيير نموذجي في التعليم”.
وفي توضيحه للجزئية الأخيرة، لفت إلى أنه “تم بدايةً، إلغاء فصول الأوّل والخامس والتاسع، وإجبار طلابها على التسجيل بالمدارس التركية، بينما ظلّ من لا يتقن التركية بشكل جيد من بين هؤلاء الطلاب خارج إطار النظام”.
وفي معرض حديثه عن التعديلات الجديدة، أشار يلكنجي إلى أنّ “عدد مراكز التعليم المؤقت بلغ هذا العام، 55 مركزا في إسطنبول، غير أنها لم تعد مستقلة كما كانت عليه في السنوات السابقة”.
فمنذ حلول العام الجاري، “تم ربط كل مركز بمدرسة تركية، لتتحوّل الدروس إلى المباني والمدارس التركية”.
وقبل التعديلات الأخيرة لوزارة التعليم التركية، فإن 7 آلاف من الطلاب البالغ عددهم في إسطنبول 45 ألف، تابعوا دراستهم بالمدارس التركية، و38 ألف بمراكز التعليم المؤقت.
لكن، وعقب تفعيل التعديلات، أصبح 29 ألف طالب بالمدارس، و26 ألفا بمراكز التعليم المؤقت من جملة 55 ألف طالب باسطنبول.
وأوضح أنّ “عدد الطلاب الذين كانوا، العام الماضي، في المدارس بإسطنبول، بلغ 7 آلاف فقط، فيما ارتفع هذا العام إلى 29 ألف”.
وأضاف أن ألف و711 متطوّعا يعملون بهذه المدارس، إلى جانب 828 مدرسا متعاقدين باللغتين العربية والتركية، مؤكّدا أنّ أجرة المدرّسين المتعاقدين يتم دفعها وفق برنامج خاص مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، لتوظيف المدرّسين السوريين.
وفي معرض حديثه عن مستجدات العام الدراسي الحالي، كشف يلكنجي أن “الطلاب السوريين بالصفوف الأوّل والثاني ابتدائي، والخامس والسادس متوسط، والتاسع والعاشر ثانوي، سيكملون تعليمهم بالمدارس التركية”.
فيما “يستمر طلاب الصفوف البينية بتعليمهم بمراكز التعليم المؤقتة”.
ولفت إلى أن “الطلاّب المسجّلين والحاملين لأرقام مؤقتة، سينتقلون تدريجيا خلال 4 سنوات إلى المدارس التركية، بمعنى أن جميع طلاب مراكز التعليم المؤقت سيتابعون دروسهم بالمدارس التركية الموجودة”.
وبخصوص المناهج، أوضح المسؤول التركي، أنّ “المناهج بمراكز التعليم المؤقت مستقلة، في حين أن المدارس التركية ملزمة بالمنهاج الرسمي”.
وردا على سؤال حول مصير المدرسين السوريين، أو الحاصلين على الجنسية التركية، أوضح أن “شروط انتقال العاملين والمدرسين في مراكز التعليم الخاص إلى القطاع العام التركي معلومة جدا، وتخضع للقوانين، منها التمتع بالجنسية التركية”.
كما تنطبق على هؤلاء المدرّسين القوانين التركية المطبقة على المدرسين الأتراك، منها معادلة الشهادة الجامعية، واستيفاء الشروط الكافية للتعليم، إضافة لاجتياز امتحان توظيف المواطنين الأتراك.
وأردف بهذا الخصوص “حتى الآن، لا يوجد أي تعديل في القوانين فيما يخص هؤلاء المدرسين”.
ورفض يلكنجي مقارنة الطلاب السوريين الذين عانوا من ويلات الحرب وصعوباته، بالطلاب الأتراك، كما رفض التمييز بينهم، معتبرا أن في ذلك “ظلم لأن الطلاب السوريين يسعون للتفوق رغم هذه الظروف”.
واستدرك أن “الطلاب الحاليين ليسوا جميعهم من القادمين من الحرب، بل هناك طلاب ولدوا في تركيا، ووصلوا لمرحلة التعليم، ولذلك فإننا نعمل بشكل جاد مع المدرسين المؤهلين ومنظمات المجتمع المدني”.
ونتيجة لما تقدم، تمكّن طفل سوري من كتابة وتلحين أغنية جميلة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، علاوة على عدد كبير من المجالات الأخرى من مسابقات الشعر والتأليف، حقق فيها الطلاب السورييين تفوقا، بحسب المسؤول.
وختم بالقول إنّ “الطلاب السوريين هم أبناؤنا، وعقب التعديلات الجديدة، سنخدمهم بشكل أفضل، وولاية إسطنبول تظهر أداء جيدا في تطبيق هذا الانتقال”.
المصدر: وكالة الأناضول للأنباء