شبكة العاصمة اونلاين
اسم ربما لم يسمع به السوريون إلا من خلال نشرات الأخبار أو التقارير التلفزيونية، أو ربما قرأه البعض على أحد مواقع التواصل الإجتماعي ممن كان مهتم بالحركات الإسلامية في المنطقة العربية.
حسن الترابي، المفكر الإسلامي الذي توفي عن عمر يناهز 84 عاماً، بعد عقودٍ أمضاها في زعامة الحركة الإسلامية وسياسة المشهد السياسي في السودان، البلد الذي يرى فيه الكثير من السوريين الملاذ الأخير لهم في ظل موجة المنع والحرمان من دخول البلاد العربية المجاورة لهم.
فخلافاً لباقي الدول العربية لم تفرض السودان تأشيرة على السوريين الذين يمموا وجههم شطره، بل كفلت لهم الإقامة والتعليم والعمل، ليكون الترابي قبل وفاته بحسب مراقبين ،ممن ساهم في سياسة السودان الداخلية منها والخارجية فمن هو حسن الترابي .
مسيرته السياسية
بدأت مسيرة الترابي السياسية عندما التحق بجماعة الإخوان المسلمين أثناء دراسته في كلية الحقوق بجامعة الخرطوم، في خمسينات القرن المنصرم.
وعندما تخرج في كلية الحقوق واصل دارسته العليا بجامعة أكسفورد البريطانية، وحاز على درجة الماجستير منها عام 1957، قبل أن ينال درجة الدكتوراه في القانون الدستوري من جامعة السوربون بفرنسا عام 1964.
عمل الترابي أستاذاً للقانون في جامعة الخرطوم، وسرعان ما لمع نجمه بلعبه دوراً محورياً في تعبئة طلاب الجامعة للإطاحة بالحاكم العسكري وقتها إبراهيم عبود.
الثورة الشعبية في السودان
كان الترابي في صدارة الثورة الشعبية التي أطاحت بالحكم العسكري في تشرين الأول عام 1964، إلى جانب قوى سياسية أخرى، وهو ما سهل لاحقاً انتخابه زعيماً لتنظيم الإخوان المسلمين في السودان.
كان الترابي أحد أبرز مساعدي الرئيس عمر البشير خلال الانقلاب العسكري الذي حمل البشير إلى السلطة عام 1989.
لكن رغم تولي البشير رئاسة الجمهورية إلا أن الرأي العام كان ينظر للترابي بوصفه الحاكم الفعلي للبلاد، وكان هذا مع أسباب أخرى فجّرت خلافات بين الرجلين حول النفوذ انتهت إلى عزل الترابي من كل مناصبه في عام 1999.
حزب المؤتمر الشعبي
بعدها أسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي اللذي أعلن فيه معارضته للبشير ، وعلى مدار السنوات ال15 الماضية اعتقل جهاز الأمن السوداني الترابي أكثر من مرة ولعدة أشهر، تحت دعاوى مختلفة منها التخطيط لانقلاب عسكري
.
لتتحسن بعدها علاقة الترابي بالحكومة عندما قبل دعوة للحوار الوطني، طرحها الرئيس البشير وقاطعتها غالبية فصائل المعارضة الرئيسية، ليفارق الترابي الحياة قبل انتهاء الحوار إثر إصابته بذبحة قلبية في الخامس من أذار الفين وستة عشر .