شبكة العاصمة اونلاين – متابعات
(( والله مو حافظو )) هذه الجملة تتردد كثيرا على مسمعي عند طلبي لرقم أحدهم في الغربة ..
حتى انا لم احفظ رقمي .. ربما املا بأن يأتي ذلك اليوم الذي سأرمي فيه هذا الرقم للأبد .. (( حجي انت شو رقمك ؟ )) و بينما يبحث عن رقمه في الاسماء اكتب تلقائيا اول ثلاثة أرقام اعتدت على كتابتها 093 أو 094 دون انا اشعر و كأني أقف في أحد شوارع دمشق .. اخذتني هذه الأرقام للمدة نفسها التي استغرقتها في الكتابة .. للثانية أو ثانيتين .. و سرعان ما يبدأ رقمه ب 053 أو 068 أو ما شابه ذلك .. ابتسم في داخلي و سرعان ما أعود للواقع اللعين و كتابة رقمه الغبي ..
ماشيا في شارع من شوارع أوروبا صوت من بعيد (( ويييين ابو حمييييييد )) أتلفت عليه عله يناديني .. احاديث و تمتمات باللهجة السورية .. انصت إليها في الميترو .. في الشارع .. نبحث عن أي شيء يأخذنا الي الوطن .. بسكوتة فاخر .. علبة بن الحموي ..)) حتى اتفه الأشياء يتخدر الشعور بالغربة عند رؤيتها أو استعمالها أو حتى السماع بإسمها .. لمدة أقصاها ثوان معدودة .. صفحات على الفيس بوك .. مجموعات تشبه في احاديثها دويلات اخترعناها لنخرج من الواقع .. (( لك ما ببيع بيتي لو بدو ينقصف المهم السمان اب محمود بيعرف انو نحنا هون ساكنين )) كلمات ابي لنا كل يوم ..
بضع ملايين من السوريين .. انتشروا في كل مكان .. آسيا .. أوروبا .. أفريقيا .. لم يتسع العالم كله لهم .. و لا لأحلامهم .. و لا لذكرياتهم .. رغم قلة عددهم .. لن يسعهم سوى مكان واحد .. هل عرفتم أين ؟
ل تيم الحناوي