الحرب في سوريا تفرض زواجًا بلا طعم
زواج بفرحة ناقصة
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
سلسبيل زين الدين
تقاليد الزواج، تعتبر احد أهم التقاليد التي يمر بها الإنسان في أي مكان على وجه هذه الأرض. وتعتبر هذه مرحلة مهمة، تحتاج الكثير من الجهد والوقت والمال، وأخيرًا جهوزية الشاب والفتاة. وقد دأبت كل بلد على عادات وتقاليد معينة لاحياء حفلات الزواج، وتختلف في الطرق ولكنها كلها تتفق في لحظات السعادة التي تملؤ العروسين وأهليهما.
في ظلال الحرب
كُل ظروف الحياة لا تمنع السنة البشرية من الاستمرار، فقيام الحروب واندلاع الأزمات لا يعني توقف الحياة. مع اندلاع الأزمة السورية، حلّ شبح الموت والخوف على السوريين. فُقد الكثير منهم وقتل آخرين، بينما شُرد عدد لا بأس به. وانقلب حال سُوريا رأسًا على عقب، وانتهت أيام الخير.
لم تتخيل عُلا أن يتحول التجهيز لزفافها -الذي تأخر بسبب الحرب- إلى هم يثقل كاهلها بدل فرحة تتذكرها طوال العمر. تستذكر تلك الأيام وتقول ” كنت أحلم ببدلة بيضاء وحفلة تليق بعروس، لم أطلب الكثير، فقط فرحة ليلة العُمر” وتضيف ” تأجل العُرس مرتين، وقد قتل الكثير من أقاربي، وأصبح الحال يرثى له، فقررت مع خطيبي الزواج على السكت”.
ريم التي كانت تحلم بحفل زفاف كبير، ثم رحلة شهر عسل. الظروف حتمت عليها الآن أن تتجاوز أحلامها و تكتفي بشراء خاتم ذهبي وبعض المستلزمات الضرورية فقط. وكم وصفت ” كانت حفلة صغيرة حضرها المقربون من الأهالي، وغاب عنها الكثير من الأصدقاء والمعارف. لا أحد يجازف بخروجه من منزله، ولا طاقة لأحد أن يعيش الفرح في ظل هذا الحزن الذي توشحت به سماء سُوريا”.
المهُور والسكن
لم يعد بطاقة الشباب السُوري بعد اندلاع هذه الأزمة توفير لقمة العيش، فبات أمر الزواج شبه مستحيلا على كثير من الشباب. مما اضطر كثير من الأهالي التنازل عن المهور او تخفيضها، ليكتفي البعض بشراء خاتم ذهبي ” الدبلة”. ولم يكن للأهالي سوى هذا الحل، فالأمر صعب على الجهتين أهل الفتاة أو الشاب. فخوفًا على بناتهن من الخطف أو الاعتداء كان الأولى تزوجيهن بأرخص المهور بشباب على الأقل يأتمن لهم أهل الفتاة.
في الوقت نفسه، دُمرت كثير من المنازل وهدمت فأصبح الكثير منهم مشردين. محمد 27 عامًا جهز شقته وكان بانتظار والدته لتجد له العروس المناسبة، وحينما وجدها اندلعت الحرب، وقصف منزله فأحاله الى تراب. فما كان من عروسه إلا أن تقبل العيش مع أهله، فكما يصف محمد ” الناس لبعضها، إن لم تقف زوجتي بجانبي، من سيكون؟”.
زواج الانترنت
الهجرة كانت السبيل الوحيد أمام الشباب السُوري. ورغم المعاناة التي قد يواجهها خلال رحلة الهجرة، إلا ان الكثير يعتبرها أحلى المُرّين. حتى أن الكثير من الأهالي يفضل تزويج بناتهن لشباب مهاجرين خصوصَا في الدول الأوروبية.
في محادثة مع سعيد ومنى اللذان يعيشان في ألمانيا. وصفا طريقة زواجهم ” الطريقة العصرية”. حيث قامت والدته برؤية منى ووصفها له، ثم قررت العائلة جلسة عبر ” السكايبي” حتى يرى العريس عروسه ويتعرفا على بعضهما البعض. نفس التقاليد التي كانت تتم على أرض الواقع، أصبحت المسافات تمنعهم فكان الحل ” سكايبي” !