سوريا ،، عالم آخر بلا كهرباء.
شبكة العاصمة اونلاين
سلسبيل زين الدين
حيث العالم الموازي، أو حتى الجزء الآخر من العالم الحقيقي يعتبر انقطاع الكهرباء أحد الأسباب التي يمكن أن تقلب الدولة رأسًا على عقب. قد تنشل حركة البلد، تكثر السرقات، والحوادث، وسيتحدث عنها الإعلام أيامًا وأيام. الكل سيستهجن ويتساءل ويضع علامات استفهام، وقد يحاكم أشخاص على ذلك.
أما عن العالم الذي يسوده الظلام، سواء أكان ظلام الحرب أو ظلام انقطاع النور، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، يقبع الشعب السوري تحت رحمة نظام لا يمدهم بالكهرباء في بعض المناطق، وفي بعضها الآخر لا يتجاوز عدد ساعات تشغيل الكهرباء ساعتين.
بين برد الشتاء وحر الصيف
الأوضاع بشكل عامة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، فيشكي الأهالي من انقطاع الماء والكهربا، أحد الأمهات مريم سعد الدين 40 عامًا تقول : “ما في كهربا نطبخ ولا نغسل ولا نعجن، حتى المية ما بتصل لأنه ما في كهرباء” و تضيف جارتها ” ما في مازوت ولا غاز ولا كهربا وان حصلتهم بتكون كميات قليلة ما بتكفي أبدا”.
فلا الشتاء يرحمهم به ببرده، ولا الصيف يخفف وطأتهُ بحره، كثير من السوريين قضوا نحبهم تحت أثر برد الشتاء خاصة العام الماضي 2014 ، حيث لا يحتمل الأطفال وكبار السن هذه الأجواء سواء الباردة أو الحارة. حيث لا يحظى حتى أفضل الناس حالا لا بمكيفات أو أي نوع من أجهزة التبريد تخفف وطأة الجو بسبب انقطاع الكهربا، ولا تخفف وطأة البرد بسبب انقطاع المازوت.
حتى الطلاب لم يسلموا من عواقب انقطاع الكهرباء، فلم يعد من السهل لهم مذاكرة الدروس، أو الدراسة للاختبارات، أحد الطلاب محمد عامر 16 سنة يقول ” لما تقطع الكهربا ما بعرف أدرس، ومرا غبت عن الامتحان لأني ما درست منيح، ما كان عنا كهربا ولا أي بديل تاني”.
ادارة الأزمات
ولكن العقل البشري لا يحده الزمان ولا المكان ولا حتى الظًروف، فيسعى دائمًا للبحث عن البديل، فعلى الرغم مما تسببه المولدان من دخان وضجة مع الكثافة السكانية الهائلة، إلا أنها تؤدي الحاجة ولكنه حل مؤقت فارتفاع أسعار الوقود والمازوت يحرم الكثير حتى من إيجاد البدائل. والد أمان فعل مثل أغلب العائلات حيث تقول أمان ” نحنا ببيتنا حاطين بطارية سيارة منوصل عليها محول يحول الكهربا و بنشغل أجهزة صغيرة متل اضوية أو راوتر وشاحن “.
انقطاع الكهرباء يشل حركة الجميع ويقطع الأرزاق، فهناء 23 سنة خريجة لغة انجليزية انقطع عملها بسبب انتقالهم من مكان لآخر أثر الحرب، فحاولت العمل عن بعد عن طريق الانترنت، ولكن انقطاع الكهرباء المستمر وانقطاع الانترنت في نفس الوقت، جعلها تخسر وظيفة أخرى، ولم تعد تستطيع إعالة نفسها أو عائلتها بعد وفاة والدها.
وتبقى هذه أزمة الكهرباء المفتعلة بلا حل، بل أداة ضغط وقهر للشعب السُوري، حتى يتنازل عن حريته ومطالبه ويرحل بأي شكل من الأشكال. ولكن الصمود الذي يثبته السُوريين يشهد له العالم فلا الكهرباء ولا الماء ولا الوقود تثني عزيمة شعب قرر أن يتحرر ويتخلص من طواغيته.