شبكة العاصمة اونلاين – خاص
ريم الدمشقي
في ظل عصر قد تتلاشى فيه الطفولة البريئة، وفي ظل ثورة علمية تكنولوجية واسعة يكون فيها لوسائل الإعلام أثر كبير في بناء هذا الجيل ثقافيًا، دينيًا، واجتماعيًا عبر الوسائط الإعلامية مثل التلفاز والفيديو والإلكترونيات المختلفة أو عبر الانترنت، فكان للطفل نصيب كبير في هذه الثورة التكنولوجية.
و سرعان ما استجابت عقول الأطفال لمثل هذه التكنولوجية و أثرت على ألعابهم البريئة فكانت لعبة الطفل المفضلة الطميمة أو، الاستغماية أو، الغميضة اللعبة المتعددة الأسماء ولكن المقصودة لعبة واحدة والشهيرة على مستوى أطفال العالم، قد تختلف تفاصيل ممارسة اللعبة من بلد لبلد لكن المبدأ واحد وهي إيجاد الشخص المتخفي، لتتحول لعبة الطميمة إلى الإدمان على الالكترونيات بشكل عام، و الأيباد بشكل خاص..
ما أن بدأ الآيباد بالانتشار في سوريا بين أيدي الأطفال، حتى اختلطت مع أصوات القذائف وانقطاع الكهرباء والانترنت، ليتحول إلى قطعة حديدة لا يرغب الطفل بمسكها أو التسلي بها، ليعود بشغف إلى لعبة الطميمة و الأرجوحة، و اللعب بالرمال..
الطميمة:
“ماجد” عمره /8/ سنوات في الغوطة الشرقية يشرح لعبة الطميمة قائلاَ: (هي اللعبة جدي بيحكيلي عنها وقت كان صغير كان يلعبها، وبابا و ماما كمان كانوا يلعبوا هي اللعبة، ثم يضحك متابعاَ، بتعرفي شو هيّ لعبة الطميمة؟ رح اشرحلك، بكون أنا ورفقاتي واحد بيناتنا بيعد و يلي بيطلع عشرة هو يلي بدو يغمض عيونه على شي شجرة أو بشي زاوية حتى ما يحسن يشوفنا بسهولة، ونحن بنتخبى وبس يخلص عد بيفتح عيونه وبيصير يدورعلينا، وبس يشوف حدا منا بنصير نتسابق على الزاوية يلي بيكون مغمض عينه عليها ويلي بيحسن يلمس الحيط بالأول التاني يعتبر “مقتول” باللعبة، و إذا صار العكس بيعتبر “طاير” الربحان ..
لكن “أحمد” والذي تحدث بحرقة ، أنا بكره لعبة الطميمة لأنو أجت قذيفة و نحن عم نلعب مرة ويلي كانوا متخبين من لما تخبوا معد شفتن و لا رح شوفن، هنن تخبوا عند رب العالمين الله يرحمهم شواشتقتلهم..
انقطاع الكهرباء أرجع الأطفال للعبة الطميمة:
الإعلامي السوري “معاذ الشامي” علق على حسابه قائلاَ:(على سيرة أنو أغلب الوطن العربي بلا كهرباء، تم ملاحظة سلوك الأطفال في سوريا وتحول البعض منهم من ممارسة الألعاب الإلكترونية إلى الطميمة والأرجوحة والتفاعل مع الطبيعة).
“سعد الدين” عمره /9/ سنوات يعيش في تركيا، ذكر أنه لا يستطيع الجلوس بدون أيباد أبداَ و أنه أصبح كبير على لعبة “الطميمة”.
أما “مروة” و عمرها /10/سنوات قالت:( إذا لعبت طميمة غير الكل يتمسخرعليّ، ويقلي صغيرة تلعب متل “الياهل” وتقصد “الصغير” لهيك بعمل حالي كبيرة و بلعب بالايباد مع أني مشتاقة ألعب طميمة كتير).
فهل تعود الأيام إلى سابقتها بالنسبة للطفل، يلعب الطميمة و يتعلم في الكتّاب، و يقرأ القصص و الروايات، ثم يذهب إلى السينما مع أقرانه ليحضر برنامج أطفال بشغف كبرنامج “توم و جيري” !