قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إن بعض المواد جرى طلاؤها في القنصلية السعودية حيث اختفى الصحفي البارز جمال خاشقجي قبل أسبوعين.
وأشار أردوغان في أول تصريح له عقب تفتيش القنصلية في حديث للصحفيين، إلى أن الشرطة التركية التي دخلت القنصلية السعودية لأول مرة وفتشتها لمدة تسع ساعات، كانت تبحث احتمال وجود مواد سامة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أتراك، قولهم إن السلطات لديها تسجيلاً صوتياً يشير إلى أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية، وأنها أطلعت بلداناً بينها السعودية والولايات المتحدة على الأدلة. فيما لا تزال السعودية تنفي ضلوعها في اختفاء خاشقجي.
أردوغان أضاف في حديثه للصحفيين في أنقرة قائلاً: “آمل أن نتوصل لنتائج تمنحنا رأياً معقولاً في أقرب وقت ممكن، لأن التحقيق يبحث في الكثير من الأمور مثل احتمال وجود مواد سامة وأنه جرى طمس هذه المواد بطلائها”.
وقال مصدر دبلوماسي تركي إن المحققين يعتزمون توسيع نطاق التفتيش اليوم الثلاثاء ليشمل منزل القنصل السعودي.
وبثت قنوات تلفزيونية تركية في وقت سابق مقطعاً مصوراً يظهر سيارة كبيرة تغادر القنصلية بعد ساعتين من اختفاء خاشقجي وتتوقف عند منزل القنصل.
قُتل على نحو خاطئ؟
وأثناء التفتيش أمس الاثنين، قالت محطة “سي.إن.إن” الأمريكية، إن “السعودية تستعد للاعتراف بمقتل خاشقجي خلال تحقيق سار على نحو خاطئ، بعدما ظلت تنفي على مدى أسبوعين أن لها أي دور في اختفائه”، وفق تعبيرها.
ومن جانبها، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن شخص مطلع على الخطط السعودية قوله إن “ولي العهد وافق على استجواب خاشقجي أو خطفه”، بحسب قولها. وأضافت الصحيفة أن “الحكومة السعودية ستحمي الأمير بإلقاء اللوم على مسؤول مخابرات فيما يتعلق بالعملية التي سارت على نحو خاطئ”.
ولم تعلق السعودية حتى عصر اليوم الثلاثاء بتوقيت الرياض، حيال ما ذكرته “سي إن إن” عن استعداد الرياض للاعتراف بـ”قتل خاشقجي”.
واختفت آثار الصحفي السعودي في 2 أكتوبر/تشرين أول الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.
وطالبت دول ومنظمات غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، الرياض بالكشف عن مصير خاشقجي، فيما عبّرت دول عربية عن تضامنها مع السعودية في مواجهة تهديدات واشنطن بفرض عقوبات عليها إذا ثبت تورطها في مقتل خاشقجي.
وتتوالى ردود الأفعال عبر العالم، من مسؤولين ومنظمات، مطالبة بالكشف عن مصير خاشقجي، لتتصدر عناوين الصحف ونشرات الأخبار العالمية، بالتوازي مع التحليلات عن تداعيات هذه الأزمة على كل المستويات.