شبكة العاصمة اونلاين
كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن إيران تقوم بإدارة الصراع في سوريا من مقر سري في دمشق يدعى “البيت الزجاجي” وقد تم تعيين قائد لجيش سري ضخم لدعم الأسد، وفقاً لتسريبات مخابراتية حصلت عليها الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن أحد عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، أن المرشد الأعلى، علي خامنئي، أنفق مليارات الدولارات من أجل حليفه بشار الأسد في السنوات الخمس الماضية، وتتم إدارة العمليات التي توفر الدعم على الأرض من بناية مؤلفة من خمسة طوابق قرب مطار دمشق.
وحسب الصحيفة، فإن هذا المقر الإيراني يلعب دوراً محورياً في دعم نظام الأسد إلى جانب روسيا، ويضم عمليات الاستخبارات ومكافحة التجسس، كما يحوي خزائن معبأة بالملايين من الدولارات نقداً تنقل جواً من طهران.
وقد وردت هذه المعلومات في ملف التقارير المسربة، على ما يبدو، من مصادر عليا داخل الحرس الثوري الإيراني التي جمعت من قِبل الناشطين الذين يعارضون النظام الإيراني.
وتفيد المعلومات الواردة في الملف والتي وصفت بأنها ذات مصداقية بأن إيران تسيطر على أكبر قوة مقاتلة في سوريا وهي أكبر بكثير مما كان متوقعاً ولديها قواعد عسكرية في جميع أنحاء الدولة، مما يعني أن نظام طهران ووكلاءه الشيعة أقوى بكثير مما قدره المحللون الغربيون الذين توقعوا أن مجموع القوة التي يقودها الشيعة الإيرانيون لا تتجاوز 16 ألف مقاتل.
وحسب مصادر المعارضين الإيرانيين، فإن إيران أعدت قوة قوامها 60 ألف مقاتل من الشيعة في سوريا فقط، بالإضافة إلى ذلك، فإن حزب الله اللبناني، الذي لديه هيكل قيادة مستقل ولكنه يعمل في تنسيق وثيق مع إيران، لديه نحو 10 آلاف مقاتل في البلاد، كما يقولون.
ويبلغ عدد الإيرانيين في هذه القوة المقاتلة 16 ألف جندي، في حين يصل عدد المرتزقة الشيعة من العراق وأفغانستان وباكستان ولبنان والفلسطينيين والبلوش إلى ما يقرب من 45 ألف جندي، ومن المرجح أن يسبب هذا العدد قلقاً في المنطقة وفي الغرب، حسب الصحيفة.
من جهته، قال كمال علام، وهو محلل الأبحاث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن المعلومات الاستخباراتية التي جرى تسريبها “معقولة تماماً”.
وأضاف علام: “أنا ذهبت بانتظام إلى سوريا وزرت ساحات القتال، ولقد رأينا كيف حاول الإيرانيون الحفاظ على عملياتهم بسرية تامة، كما أن تلك القوات تميل إلى التحدث باللغة العربية بدلاً من اللغة الفارسية في الأماكن العامة، وعموماً لا يرتدون الزي الإيراني وهذا يجعل من الصعب للغاية بالنسبة إلى المراقبين معرفة عددهم في البلاد”.
أما عن المقر الذي تدير إيران منه العمليات والذي يدعى بـ”البيت الزجاجي” فهو عبارة عن بناية محصنة ذات جدران مضادة للانفجار مؤلفة من خمسة طوابق وتحوي 180 غرفة، وتحرسها قوات مدججة بالسلاح تصل إلى ألف عنصر، أما في الداخل فإنها تحوي عدداً من الدوائر بما في ذلك مكافحة التجسس والخدمات اللوجيستية والدعاية وقيادة المرتزقة الأجانب، إضافة إلى المخابرات الإيرانية.
وتم اختيار المكان ليكون في موقع قريب جداً من مهبط الطائرات، ما يجعل من السهل لقادة الجيش الإيراني تلقي شحنات من القوات والأموال والمعدات، أو ربما الهروب بأسرع وقت ممكن إذا سقطت دمشق.
وأفاد الملف السري الذي تم تسريبه لصحيفة الديلي ميل، بأن إيران أنفقت ما يصل إلى 100 مليار دولار على الصراع في سوريا منذ عام 2011، الأمر الذي فاجأ المحللين الغربيين الذين كانوا توقعوا أن إيران أنفقت ما مقداره 15 مليار دولار على الحرب في سوريا حتى الآن.
ومن الواضح أن إيران تحاول تأسيس قواعد لها في مناطق استراتيجية في جميع أنحاء سوريا لتجعل نفسها في وضع السيطرة التامة لكل الاحتمالات القادمة، سواء صمد نظام بشار الأسد أو سقط، حسب الصحيفة.