أخذت قصّة طفل سوري لجأ مؤخراً إلى ألمانيا حيّزاً كبيراً من اهتمام الصّحف الألمانيّة، لإتقانه اللّغة الألمانيّة بعد أشهر من تعلّمه لها، عقب لجوئه مع عائلته إلى ألمانيا مطلع هذا العام 2016، حيث انتقل من متعلّم للّغة الألمانية إلى مترجم لها، ليصبح المترجم الأصغر سناً في ألمانيا.
“عمّار عبد المجيد القسوم” ابن قرية كفرسجنة في ريف إدلب، وابن الثانية عشرة ربيعا، لجأ مع عائلته إلى ألمانيا، إلى قرية لاستروب التّابعة لولاية نيدرساتشين، وبعد دخوله المدرسة في القرية الألمانية وتلقّيه دروساً في اللّغة الألمانية، أصبح يتقن اللّغة بنسبة 90 في المئة، وأصبح المترجم الوحيد في المدرسة، إضافة إلى أنه يترجم في مركز لإيواء اللّاجئين.
“عبد المجيد القسّوم” والد الطفل عمّار، كان يعمل في سلك قوى الأمن الدّاخلي وانشق عن النظام منذ بداية الأحداث في سوريا، وبعد تسارع الأحداث فيها، أخذ قرار اللّجوء إلى ألمانيا، واستطاع الوصول إليها بعد أيّام من رحلة شاقّة طويلة عبر البحار والغابات، كادت أن تودي بحياته وعائلته.
وفي حديث لـ “كلنا شركاء” قال والد الطفل “عمار”: “لقد تمكّن عمّار خلال فترة قصيرة جداً من إتقان اللّغة الألمانية، وأصبح في البداية المترجم الوحيد في مدرسة لاستروب، وبعد فترة انتقل للعمل مترجماً للكاريتاس في مركز لإيواء اللاجئين في ولاية نيدرساتشين الألمانية”.
وكانت “دير شبيغل” و”غلوبينغ بوغ” من بين الصّحف الرسمية وأشهرها والتي نشرت قصة الطّفل السوري عمّار المترجم الأصغر للغة الألمانية من بين اللاجئين إلى ألمانيا.
دفعت ظروف الحرب آلاف السّوريين إلى النّزوح خارج وطنهم سوريا، فخرجت آلاف العائلات السّورية منذ بداية العام 2015، إلى دول غربية كثيرة، وكان القسم الأكبر من اللّاجئين استقر في ألمانيا، بسبب التّسهيلات الكبيرة التي كانت تقدّمها الحكومة الألمانية.
قصّة تتكرر لدى الكثير من السوريين الذين لجأوا إلى بلاد الغرب والبلاد العربية، حيث كان الطلاب السوريون من المتفوقين في عدة مجالات، وحصلت قبل فترة طالبة سورية على أعلى درجة في كلّية الطّب في تركيا، وفي الإمارات العربية المتّحدة العربيّة قبل فترة تفوقت طالبة على الطّلاب الإماراتيين أنفسهم في الجامعة التي كانت تدرس فيها.
المصدر: كلنا شركاء – عبد الرزاق الصبيح