شبكة العاصمة اونلاين
واصلت الطائرات الروسية لليوم الثاني على التوالي شن غارات جوية ضد المدن السورية انطلاقاً من قاعدة همدان في الأراضي الإيرانية، وتستخدم موسكو في الهجمات المنطلقة من القاعدة أحدث أساليب الطائرات التي يعد مطار حميميم باللاذقية غير مؤهل لاستقبالها.
تحليلات كثيرة نشرتها أوساط روسية حول سبب لجوء روسيا إلى الأراضي الإيرانية لانطلاق طائراتها من هناك صوب الأراضي السورية، وأبرزها اختصار الطائرات الروسية لمسافات كبيرة وبالتالي توفير المزيد من الوقود، خصوصاً وأن بعض طائراتها كانت تنطلق من الأراضي الروسية لضرب أهداف في سورية.
لكن اللافت ما نشرته صحيفة “فزغلياد” الإلكترونية، والتي ادعت أن “السبب الرئيسي وراء نشر القاذفات الاستراتيجية الروسية في إيران يكمن في سعي موسكو لإخفاء تحركات طائراتها من جواسيس يعملون لصالح الإرهابيين”، على حد تعبيرها.
ونقل موقع “روسيا اليوم” عن الصحيفة التي قال إنها قريبة من الأوساط الحاكمة في روسيا أنه مع دخول معارك الحلب ووصولها إلى مناطق استراتيجية ومرحلة حاسمة، فإن من وصفتهم الصحيفة بـ”الجهادين” “أصبحوا يخترعون باستمرار طرقا جديدة لتجنب استهدافهم بالغارات الجوية، ولذلك بدؤوا قبل أشهر باعتماد تكتيك جديد، إذ ينتقل المسلحون بمجموعات صغيرة وفي معظم الحالات ليلا بالإضافة إلى استخدام أساليب التمويه المختلفة”.
وأضافت الصحيفة: “كما أدت التطورات الميدانية الأخيرة إلى تقليص طول خطوط الجبهة، ولذلك أصبحت القوافل التابعة للإرهابيين، بما في ذلك قوافل الإمداد، وقوافل ناقلات نقط، وأرتال الدبابات، وأرتال السيارات المفخخة، تصل إلى الأماكن المقصودة، قبل وصول الطائرات الحربية الروسية إلى المنطقة”.
وتابعت الصحيفة: “كانت قيادة القوات الجوية الفضائية الروسية تستخدم قاذفات استراتيجية تقلع من أراضي روسيا، لتدمير المنشآت التابعة للإرهابيين، فيما تولت الطائرات الهجومية التي ترابط في قاعدة حميميم، مهمة استهداف القوافل المتحركة. وواجهت القوات الجوية والفضائية الروسية تحديات عديدة متعلقة بالحماية المعلوماتية للطلعات القتالية، إذ ازداد عدد الحوادث المشبوهة عندما كان الإرهابيون يختبئون في ملاجئهم عند اقتراب الطائرات الروسية من المنطقة”.
وذكرت “فزغلايد” أنها لا تريد توجيه أصابع الاتهام إلى أحد، لكن التفسير الوحيد لهذا الأمر الغريب يكمن في تلقي من وصفتهم بـ”الإرهابيين” تسريبات من المعلومات الخاصة بالاستخبارات الفضائية لدولة ما، علما بأنهم لا يملكون أقمارا صناعية خاصة بهم.
وعلى الرغم من أن الاستخبارات الفضائية لهذه الدولة المجهولة تسجل إقلاع القاذفات الاستراتيجية الروسية من همدان، مثلما تسجل تحركات الطائرات الروسية في جنوب روسيا وفي حميميم، إلا أن الفترة الزمنية بين الإقلاع ووصول القاذفات إلى مواقع “الإرهابيين”، غير كافية لتمكينهم من الحصول على بلاغ بالخطر المحدق بهم والهروب من المنطقة.
وتابعت الصحيفة أن مرابطة الطائرات الروسية في أراضي إيران تضمن مستوى أرفع بكثير من السرية بالمقارنة مع العراق وتركيا. وأوضحت أن أحد الأسباب يكمن في ميزات التضاريس في محيط القاعدة الإيرانية، وذكرت بأن الجبال التي تحمي مدينتي طهران وهمدان قد أنقذت إيران من هجوم محتمل بصواريخ مجنحة، وهي تمنع تصويب صواريخ “توماهوك” الأمريكية على الأهداف المرجوة.
وتقول روسيا إن قاعدة “حميميم” غير مؤهلة لاستقبال الطائرات الثقيلة والقاذفات الاستراتيجية، ولذلك تنوي توسيع وتحديث مدرجات الإقلاع والهبوط فيها في القريب العاجل، حسبما ذكرت مصادر في وزارة الدفاع الروسية.
المصدر السورية نت