شبكة العاصمة اونلاين – خاص
سلسلبيل زين الدين
في القرن الماضي كانت أبواب سوريا مفتوحة على مصراعيها لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين من كل حدب وصوب، ومع اندلاع الثورة وتدهور الوضع السياسي في سوريا، باتت المشاكل السياسية والاجتماعية لكلا الطرفين السوري والفلسطيني في حال لا يسر.
ورغم رحلة النزوح الأولى من فلسطين، إلا أن الفلسطينيين يعانون من جديد رحلة نزوح ولجوء جديدة من سوريا إلى مصر ولبنان والأردن وتركيا ودول الخليج، فيما تسنت الفرصة لبعضهم بالعودة لغزة سرًا أو تهريبًا.
وعن أزمة الفلسطينيين اللاجئين في سوريا المستمرة صدرت إحصائيات عن مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا، حيث أظهرت النتائج حتى 8 مايو ــ أيار / 2015 عن انقطاع المياه في مخيم درعا لأكثر من 300يوم وتم تدمير نسبة 70% من مبانيه، هذا وقد استمر حصار مخيم اليرموك أكثر من 600 يوم على التوالي مع انقطاع الكهرباء والماء.
ويستمر جيش الأسد بمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم في مخيم الحسينية منذ حوالي (561) يوماً على التوالي. و إلى مخيم السبينة منذ حوالي (542) يوماً على التوالي. هذا وقد نزح أهالي مخيم حندرات منذ حوالي (744) أيام بعد سيطرة مجموعات من المعارضة عليه، فيما يُلحظ هدوء نسبي مع استمرار الأزمات الاقتصادية في كل من مخيم جرمانا والسيدة زينب والرمل والعائدين في حمص وحماة، بينما يستمر انقطاع جميع الطرقات الواصلة بين مخيم خان الشيح وبين المناطق المجاورة باستثناء طريق (زاكية – خان الشيح).
وذكرت الإحصائيات أنه منذ بدء الأحداث في سورية أن عدد الشهداء الفلسطينيين قد وصل إلى 2627 شهيد منهم 1093 من مخيم اليرموك، وقد وصل عدد شهداء الحصار في اليرموك 164، بينما خرج أكثر من ثمانون ألف لاجئ فلسطيني إلى لبنان والأردن، بينما وصل عدد اللاجئين الفلسطينيين إلى أوروبا 27933 والأعداد في ازدياد.
وفي تقرير عن وجهة اللاجئين الفلسطينيين من سوريا للمرصد الأورمتوسطي ومجموعة العمل من اجل فلسطينيي سوريا فقد أظهرت النتائج وصول 1600 لاجئ لتركيا ومنذ مايو 2013 تم رفض منح أي تأشيرات دخول دون توضيح الأسباب، ووصل إلى مصر 6000 لاجئ حيث يمنع دخول اللاجئين الفلسطينيين دون الحصول على تأشيرة وموافقة الأمن المصري. أما عن الأردن فقد تم منع دخول اللاجئين الفلسطينيين منذ بدء الثورة وكذلك دول الخليج وتونس ولبنان.
وأشار التقرير إلى بعض الحقائق حيث كان عدد اللاجئين في سوريا قبل الثورة 530 ألف، يقطنون 14 مخيم تعترف الأونروا بتسعة منهم، ولقد نزح منهم 236 ألف داخل سوريا، وقدرت نسبة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين يحتاجون إلى مساعدة عاجلة 90%. وحتى مطلع مايو فإن عدد الضحايا اللاجئين الفلسطينيين في سوريا قد وصل 2255.
هذا ولا تزال معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تتفاقم بصورة “كبيرة” يوما بعد يوم دون أن يلوح في الأفق أي بوادر لحل الأزمة الإنسانية الناجمة عن تداعيات العدوان المتواصل الذي يتعرض له اللاجئون من أطراف عدة.