إقبال عالمي .. ومعارضة سنية لعرضه
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
همام الدين الرشيد
40 مليون دولار ميزانية فلم إيراني شبه حكومي جديد، يروي سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويتحدث الفلم عن حياة النبي في ثلاثة أجزاء متتالية عرض منها الجزء الأول فقط في مدة 171 دقيقة.
إيران التي تتعافى اقتصادياً مع بدء الإفراج عن أموالها المحتجزة بعد الاتفاق النووي قررت إنفاق هذه الميزانية الضخمة على فلم ديني يمثل نسختها من فيلم “الرسالة” المعروف.
الجزء الأول من الفيلم متوفر في أكثر من 150 صالة عرض في العالم، ويشهد إقبالاً شعبياً منقطع النظير في إيران، رغم أنه يجسد شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم دون إظهار وجهه بخلاف الفلم الوحيد الآخر “الرسالة” حيث لم يتم تجسيد النبي ولا تقليد صوته، ولذلك عارض جمع كبير من العلماء السنّة في السعودية وعلماء من الأزهر عرضه وطالبوا طهران بإيقاف عرضه، دون أي تصريح رسمي من السعودية وغيرها من البلاد الإسلامية.
في حين ارتفعت أصوات أخرى تشجع على انتشار الفيلم مثل الفنان سامي يوسف كما قال: “لو أنّ الفيلم ساعد الناس حول العالم على معرفة نبينا بشكل أفضل والتعرف على سماحته، فسنكون قد أنجزنا مهمتنا” واتهم يوسف العلماء الذين طلبوا منع عرضه بأنهم غير مطلعين على مضمونه، وأنّ رفضهم يأتي بسبب كون الفيلم من مصدر إيراني لا غير بحسب قوله.
وفي تفسير غريب عن توقيت إصدار الفيلم ذكر المخرج مجيدي أنّ هدفه من الفيلم: ” تعزيز الوحدة في العالم الإسلامي” وأنه يصحح مفاهيم الإسلام ويلمع صورته مقابل “أعمال المتطرفين والتكفيريين التي تشوي صورة الإسلام”، والمخرج الذي يروج عبر فيلمه الجديد لـ “تغيير الصورة الخاطئة عن الدين الإسلامي وإظهار وجهه الحقيقي الذي يدعوا إلى السلم والوئام والمحبة” لم يلتفت إلى ما تفعله الميليشيات الإيرانية بحق أطفال ونساء سوريا والعراق، فالجيش الإيراني الذي يقصف المناطق المدنية في الزبداني ومضايا وداريا وادلب وحلب غير مشمول ضمن قائمة “المتطرفين” الذين يجابههم مجيدي بهذا الفلم.
يذكر أنّ فيلم “محمد رسول الله” هو أكثر الأفلام كلفة في تاريخ السينما الإيرانية، وصورالمخرج مجيدي بعض مشاهده في جنوب طهران وبعضها الآخر كمشاهد الفيلة مثلاً في جنوب
إفريقيا (بعد رفض الهند لذلك خشية من إثارة ردّ فعل المسلمين لديها)، ليكون الفلم هو الروائي الضخم الثاني فقط الذي يروي حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد فيلم (الرسالة لعام 1976) لمخرجه السوري الراحل مصطفى العقاد وفيه لعب الممثل الشهير الراحل أنتوني كوين دور حمزة عم الرسول، مقابل عشرات الأفلام في السينما العالمية التي تتحدث عن حياة الأنبياء.