وافق بشار الأسد على اقتراح رفعه إليه وزير دفاعه ورئيس أركانه عبر رئيس شعبة التنظيم والإدارة، يقضي بزج عشرات آلاف السوريين في مليشيا “قوات الدفاع المحلي” لتكون بإمرة “الجانب الإيراني” وتحت تصرفه، بحيث يتولى هذا الجانب تسليحهم وتمويلهم بشكل كامل.
ووفق نص مذكرة حصلت “زمان الوصل” على نسخة منها، فقد رفع رئيس شعبة التنظيم والإدارة “اللواء عدنان محرز عبدو” كتابا إلى بشار الأسد بصفته “الفريق القائد العام للجيش والقوات المسلحة”، يطلعه فيه على سير عمل اللجنة المكلفة بتنظيم “القوات العاملة مع الجانب الإيراني ضمن ملاك افواج الدفاع المحل في المحافظات”.
وأدرج “عبدو” في كتابه جدولا يفصل تعداد المرتزقة المنظمين بـ”أفواج الدفاع المحلي”، وتوزيعهم على المحافظات، وتصنيفهم إلى: متخلفين، فرار، مدنيين، سويت أوضاعهم.
وكشف الجدول أن العدد الإجمالي لمن تم اقتراح ضمهم لـ”أفواج الدفاع المحلي” بإمرة إيران هو 88 ألفا و733 مرتزقا، منهم نحو 37 ألفا من “المدنيين” وأكثر من 30 ألفا “متخلفون”، ونحو 12 ألفا ممن “سوي وضعهم”.
وتوزع المرتزقة على 11 محافظة، فجاءت حلب في المقدمة من حيث العدد بواقع يناهز 26 ألفا، تلتها دمشق بنحو 20 ألفا، ثم حماة بقرابة 12 ألفا، فحمص بـ9 آلاف تقريبا.
وعرض جدول ثان عدد العناصر العسكريين المقترح تسوية أوضاعهم وهم يعادلون نحو 52 ألف عسكري، تمت التوصية بـ”نقلهم وتعيينهم وتعديل جهة استدعائهم إلى افواج الدفاع المحلي”، وضمهم إلى من سبقت تسوية أوضاعهم وانخرطوا تحت لواء الإيرانيين.
وأوصت إحدى بنود المذكرة بأن تبقى تبعية أفواج الدفاع المحلي المشكلة سابقا للجانب الإيراني “حتى انتهاء الأزمة” في سوريا.
أما البند الأهم في المذكرة فكشف عن أن “التأمين القتالي والمادي بكافة أنواعه للعسكريين والمدنيين السوريين العاملين مع الجانب الإيراني، يقع على عاتق الجانب الإيراني”، كما إن تأمين “حقوق” القتلى والجرحى من الأفواج العاملة تحت راية إيران هو أيضا واجب على الجانب الإيراني.
المذكرة التي تحمل الرقم 1455 وبتاريخ 4-4-2017، تمت التوصية بالموافقة عليها من قبل رئيس الأركان ووزير الدفاع، بعد يوم واحد فقط من تاريخها، ليوافق عليها بشار في 11-4- 2017، وتصبح نافذة.
ويبدو أن تنفيذ مضمون المذكرة بدأ بشكل فوري، فقد تم إلحاقها بتعميم إلى جميع الأجهزة المخابراتية، وجهازي الهجرة والأمن الجنائي، فضلا عن الشرطة العسكرية، يطلب من مختلف هذه الجهات “عدم التعرض” إلى “العاملين مع الجانب الإيراني”، ممن يحملون بطاقات مؤقتة خاصة بمليشيا “الدفاع المحلي”، إلى أن تتم تسوية أوضاعهم ومنحهم بطاقات دائمة.
ونوه التعميم الصادر في 22-4-2017 بالمذكرة رقم 1455 التي سبق لبشار أن وافق عليها، مقدما لإيران “عربون صداقة جديد”.