سجلت جهات طبية بمنطقة جبل الزاوية، بريف إدلب السورية، حالات وفاة بين الأطفال بعد إصابتهم بالتهابات بالأمعاء، نتيجة تلوث المياه.
ويواجه السكان مشكلة في الحصول على مياه صالحة للشرب، بعد أن عمد النظام السوري إلى قطع أبسط مقومات الحياة عن المناطق الخارجة عن سيطرته، ما أجبر الأهالي على الاعتماد على مياه الآبار والينابيع، وغيرها من أساليب قديمة في جلب المياه من أماكن تجمعها.
وقال طارق علوش، رئيس المجلس الموحد لقرى جبل الزواية وسهل الروج، إن “انقطاع التيار الكهربائي واستهداف محطات المياه في قرية اللج بسهل الروج من قبل قوات النظام، بالمدفعية والطيران، تسبب بتدمير قسم منها، إذ كانت تغذي منطقة جبل الزاوية بالكامل”.
وبين لـ”عربي21“؛ أن هذه المحطات كانت تقوم بنقل المياه من سهل الروج إلى قرى الجبل، الأمر الذي أجبر الأهالي على الاعتماد على المياه السطحية والآبار المنتشرة في القرى، رغم أنها غير صالحة للشرب.
وأشار إلى أنه في الفترة الأخيرة انتشرت حالات التهاب أمعاء بين الأطفال، ثم “جاء فريق طبي من الهلال الأحمر القطري ليدرس الحالات، وتبين أن السبب الرئيسي يعود لتلوث المياه التي تحتوي على شوائب وتؤثر بشكل كبير على الأهالي”.
وتابع علوش: “نحاول جاهدين تجاوز هذه الأزمة، وما زال تصنيف الحالات التي أودت بحياة أطفال في قرية جوزف بجبل الزاوية؛ مستمرا حتى الآن، لكن للأسف لا يوجد أي بديل حتى الآن للمياه سوى إعادة إصلاح وتشغيل محطات اللج المولدة للمياه”.
من جهته، قال الدكتور بشار كيالي، مدير مشفى الهاند للأطفال والنسائية في جبل الزاوية، إن “تنوع موارد المياه في منظقة جبل الزاوية، سواء كان من الصهاريج أو الآبار، أثر بشكل كبير على الأطفال وتسبب بويلات، لا سيما قوالب الثلج التي تحدثت تقارير عنها بأن المياه المستخدمة فيها غير صالحة للشرب”.
وأضاف لـ”عربي21“: “نوهنا عشرات المرات إلى عدم الاستفادة من مياه القوالب والاقتصار فقط على فائدة برودتها كوضع القالب بكيس نايلون، إلا أنه بسبب انقطاع التيار الكهربائي وحاجة الأهالي للثلج؛ يستمرون في استخدامه”.
وأوضح كيالي أنه “بالنسبة لتفسير الحالات التي وردت الى المشفى، وكثرت خلال الأيام الماضية، فجلها لأطفال وانتهت بوفاة طفلين”، مشيرا إلى أن هؤلاء الأطفال كانوا يعانون من التهاب أمعاء يصعب علاجه، وإسهالات مائية شديدة، مع إقياءات وجفاف شديد، إلى جانب ارتفاع حرارة شديد يتطور ويتفاقم إلى التهاب بالأمعاء.
لكنه شدد على أنه “لا نستطيع أن نجزم أن تلوث المياه هو سبب هذه الأمراض، فمن الممكن أن يكون ذلك بسبب تلوث الخضار والفواكه أيضا، بالإضافة للعديد من الأسباب الاخرى”، مضيفا: “تلوث المياه من الممكن أن يكون أحد هذه الأسباب، فلو كانت المياه سببا كافيا لكان الكبار قد تأثروا أيضا، لكن الموضوع بحاجة لدراسة طبية أكبر وإجراء الفحوصات اللازمة للمياه، كوننا ما زلنا نستقبل حالات مشابهة في صفوف الأطفال حتى الآن”.
وجدد الكيالي دعوته للأهالي بالابتعاد عن شرب مياه قوالب الثلج والتأكد من صلاحية المياه للشرب التي تأتي إلى المنازل، ومعرفة مصدرها، مع الانتباه للأطفال في حال حصول أي إسهال أو إقياء؛ لمراجعة أقرب مشفى دون تأخير.