شبكة العاصمة أونلاين – خاص
احمد بلال
كما تعودنا فإنّ الأمم المتحدة عاجزة عن التصرف إزاء وحشيّة الأسد وبربريّته في قصف المدنيين العزل بمختلف أنواع القتل الممنهج, وتكتفي بالشجب والتنديد , وأحياناً تنسى التنديد وتكتفى بالمشاهدة .
وكل يوم ترتفع حصيلة الشهداء مع القصف الممنهج الذي استهدف في بداية الأمر مشافي المدينة ثمّ تعمّد قصف المدنيين وتجمعاتهم ربما ليشبع غرائزه وربما لأسباب أخرى ….
لكن! ما يؤرق النظام حقاً هو همة الثوار العالية فحلب مدينةٌ كبيرة وهي أكبر محافظات سوريا من ناحية تعداد السكان وبالضرورة أعداد مقاتلي المعارضة فيها أكبر من باقي المدن.
واليوم وكل يوم تتوالى انتصاراتهم المربكة على نظام الأسد في محور تلة المحروقات والشرفة وفي عدة نقاط أخرى ,
والخشية الحقيقة أن يهرع النظام لطرق أبواب الروس من أجل إعلان التهدئة ووقفٍ لإطلاق النار على غرار ما حصل في كفريا والفوعة في إدلب , وربما يحرج الروس حلفاءه في المنطقة لنجد التوافق على تهدئةٍ أمرٌ مطروحٌ من قبل المجتمع الدولي الذي لا يزال في سباته السياسي والإنساني .
في الحقيقة التهدئة بحد ذاتها لا تخيف , فبالنهاية أمن المدنيين مقصد كلّ ساعٍ للخير , وعدم تعرضهم للقصف ضرورةٌ عاجلةٌ , لكنّ بعض المحللين يعزوها إلى خطة تفكيك سوريا وتقسيمها ويعوّلون على أنّ البداية ستكون من هدنة حلب التي هي بالأساس محض افتراض .
ويتبادر إلى الأذهان سؤالٌ بديهيٌ هو : هل يحتاج التقسيم إلى كلّ تلك الأشلاء و الضحايا من الأطفال والنساء وعامة المدنيين , أم أنها ضرورةٌ – والضرورات تبيح المحظورات ؟؟
ربما في نيّة رأس النظام أن يبسط سيطرته على كامل تراب سوريا بقبضةٍ حديدية كما فعل والده الجزار من قبل أيام مجزرة حماة وجسر الشغور,وربما لا يطمح بتقسيم (مزرعة آل الأسد) لكن ذلك الزمن ولّى منذ أن سلبه الروس والايرانيون قرار حكم ما تبقى من سوريا وعليه فإنّ أيّ قرارٍ سيصدر من كلا البلدين أو من أحدهما سيكون مرغماً للنظام الذي يتشدق بحفظ (سيادته الوطنية) .