هل ستأخذ الشركات الكبرى محل دول اليوم ؟
شبكة العاصمة اونلاين
عادل عبرة – الرأي
في ظل الثورة المعلوماتية وما يشهده العالم من تطورات ضخمة، وتركز 90 % من ثروات العالم بيد 1% من سكانه فقط، يتساءل كثير من المراقبين عن مستقبل الدول التي نعيش فيها ، وننتمي إليها ونمنح ولاءنا لها ونحمي ترابها. وفي العين الأخرى الشركات العظمى أو ما تسمى اليوم بالشركات المتعددة الجنسيات، و هل ستكون هذه الشركات الكبرى في يوم من الأيام بديلا عن الدول الحديثة ؟
الشركات العملاقة تسيطر على السوق ..
فشركة “مايكروسوفت” أو شركة “ألفا” ((الشركة الأم لجوجل)) و”أبل” و”سامسونج” هي الشركات العملاقة والتي يصعب توقع منافس لها على المستوى التقني فهي إما أن تهدم أو تبتلع أي شركة يحتمل أن تكون منافسة، أو تقدم ابتكارا تقنيا جديدا في سعي منها لاحتكاره، وهذا ماحدث مع شركتي “جوجل” و”أبل” في تقنية صناعة السيارات الكهربائية.
كما قامت شركة مايكروسوفت في السنوات الأخيرة بشراء شركة نوكيا للهواتف المحمولة، في خطوة تصنف على أنها سعي من قبل الشركة لاحتكارها للسوق، وسيطرتها على ما تبقى في سوق الأجهزة المحمولة.
كما استطاعت شركة جوجل شراء شركة موتورلا بـ 12 مليار دولار، وهو رقم كبير جدا، ويؤكد ما يقوله المتابعين لتصرفات الشركات، من سعيهم نحو الاحتكار الكامل.
إلى أين تسير الشركات بنموها ؟!
إن ما تقوم به الشركات العملاقة من احتكار لكل ما يتناول الحياة اليومية للمواطن، فتحتكر الشركات السابقة مجال التقنية بكامله، وشركات أخرى تحتكر مجالات الطاقة والطاقة البديلة، وسعي أخرى نحو الغذاء، وسعي غيرها في السيطرة على الإعلام، والسيطرة عليه يفضي بالعالم إلى أن يصبح مواطنوه كالدمى التي تسير وفق ما تريد الشركات العملاقة المتحكمة به كيف لا؛ وقطاع التقنية يمتلك أدق الخصوصيات عنك، وقطاع الصناعة يجبرك بما يجب عليك لبسه أو اقتناؤه وقطاع الغذاء يلزمك بما تأكل وما تنتهي عن أكله، ويجعلك غير مختارا في معرفة ما يجب أن تشاهده وتراه حسنا، وما يجب أن لا تشاهده وتراه سيئا.
تقنية وتقدم نحو الرقي و الحريات أم نحو العبودية؟
ما ذكرناه سابقا بشأن سعي الشركات الكبرى العابرة للقارات، والتي لا يوجد بيت لم تدخله هذه الشركات وتحكمها في كل مفاصل حياة مستخدميها، أو حتى المتأثرين بهم دفع بكثير من المتابعين والمحللين إلى إعادة طرح السؤال الذي يجيب عنه الأغلب بطريقة “الهروب إلى الأمام”، هل هذه الثورة التقنية والحضارية العارمة التي تحدث في العالم وجدت لتأمين العيش الرغيد ؟ أو لجعل الناس عبيد ؟ و ما هو الطريق للتخلص مما حدث ؟ وهل هذا ما تحدث عنه جورج واشنطن الأب أحد رواد شركات الطاقة العالمية عن النظام العالمي الجديد ؟! و هل ستأخذ الشركات الكبرى محل دول اليوم.