شبكة العاصمة اونلاين
أعلنت اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية ترشيح وزير النقل والمواصلات بن علي يلدرم رئيسًا جديدًا للحزب خلفًا لأحمد داود أوغلو، وهو ما يعني توليه منصب رئاسة الوزراء في تركيا في حالة الموافقة عليه بشكل نهائي خلال مؤتمر الحزب العام.
يشغل يلدرم حاليًا منصب وزير النقل والبحرية والاتصالات، ويعد الشخصية التكنوقراطية الأكثر خبرة في العمل الحكومي.
وُلد بنالي يلدرم أو بالعربية بن علي يلدرم في 20 ديسمبر/كانون الأول 1955 في ناحية رفاهية بمحافظة أرزنجان شمال شرق تركيا لعائلة كردية، وهو متزوج وأب لـ3 أولاد.
يلدرم الذي يجيد الفرنسية والإنكليزية، تخرج في كلية العلوم البحرية وإنشاء السفن بجامعة إسطنبول التقنية بعد دراسته العمارة البحرية وهندسة المحيطات. وحصل عام 1991 على درجة الدكتوراه التخصصية من منظمة الملاحة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة.
تولى عدة مهام في مديرية النقل البحري بإسطنبول وحولّها إلى واحدة من كبريات شركات النقل البحري في العالم. وقد تدرج لاحقًا في مناصب مختلفة في مجال صناعة السفن وإنشائها في تركيا.
من المعروف عن يلدرم حبه لتشييد وإنشاء مشاريع البنى التحتية الكبرى، فقد ساهم في تشييد الطرق السريعة وخط قطارات مرمراي الذي يمر تحت مضيق البوسفور وجسر إسطنبول الثالث ونفق أوراسيا وجسر عثمان غازي وغيرها، وذلك خلال توليه منصب وزير النقل في 4 دورات حكومية متتالية.
أصبح نائبًا في البرلمان لحزب العدالة والتنمية عن إسطنبول للدورة البرلمانية رقم 22، ثم نائبًا عن مسقط رأسه أرزنجان في الدورة 23، ثم نائبًا عن إزمير (من المناطق المعروفة بتأييدها لحزب الشعب الجمهوري المعروف بتوجه العلماني) في دورتين 24 و26. وهو ما يعد نجاحًا غير مسبوق لحزب العدالة والتنمية في هذه المنطقة التي تعد من معاقل حزب الشعب الجمهوري.
ترشح لمنصب رئاسة بلدية إزمير عام 2014، لكنه حل في المرتبة الثانية بنسبة أصوات 36%.
قبل اختيار رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رئيسًا للحزب، كان يلدرم من المرشحين بقوة لتولي هذا المنصب، لكن الحزب اختار داود أوغلو في النهاية.
يلدرم كان الخيار الأساسي الثابت لأردوغان لخلافته في رئاسة الحزب ورئاسة الوزراء، وقد أصر عليه أردوغان حتى يوم 19 أغسطس/آب 2015 عندما تم ترشيح أحمد داود أوغلو الذي فاز بترشيح الحزب في النهاية.
بعد المؤتمر بدقائق، تم الإعلان عن عقد يلدرم مؤتمراً صحفياً داخل البرلمان، فاعتقد البعض أن يلدرم عزم على تقديم استقالته غضبًا على عدم إعلانه رئيسًا للحزب، فلم يسبق له إطلاقًا عقد مؤتمر صحفي في البرلمان، ولكنه قال إن “الذين يأملون بإعلاني استقالتي وتركي للحزب الذي يشكل أهدافي ومبادئي سيحزنون عندما يعلمون أنني أتيت هنا لأؤكد أنني مخلص لدعوتي ومبادئي، وليستُ شخصاً يلهث وراء منصب، أبارك لأخي داود أوغلو وأتمنى له التوفيق والنجاح في إكمال مسيرة التقدم التي بدأها حزب العدالة والتنمية منذ عام 2002”.
هو الصديق القديم واليد اليمنى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتعود الصداقة بينهم تحديدًا إلى عام 1994 عندما كان أردوغان رئيسًا لبلدية إسطنبول الكبرى وكان يلدرم وقتها مديراً عامًا لشركة إسطنبول للعبارات السريعة.
عندما قرر أردوغان ورفاقه تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001، كان يلدرم من بين المؤسسين.
المشاريع الكبيرة الناجحة التي تمكن يلدرم من تحقيقها على مدى 11 عاماً تغنى بها رئيس الوزراء التركي أردوغان في ذلك الوقت خلال الحملات الانتخابية المتتالية للحزب.
وكان وفاؤه لأردوغان وصداقته القديمة معه، ونجاحاته الباهرة في أكثر من مجال من العوامل التي جعلته يوصف بأنه اليد اليُمنى لأردوغان.
ووجهت المعارضة التركية انتقادات ليلدرم بعدما ظهرت زوجة يلدرم المحجبة في صورةوهي تجلس بعيدة عنه أثناء غداء عمل عام 2005، حيث وجهت له المعارضة الكثير من تهم التمييز الجنسي.
كما وجّهت المعارضة اتهامات مشابهة نتيجة عدم التحاقه بجامعة بوغازيچي في شبابه، والسبب يعود إلى أنه “رأى الفتيان والفتيات يجلسون ويتحدثون معاً في ساحة الجامعة”، ووجد أن الاختلاط بين الجنسين غير مقبول.
كوزير للاتصالات كان يلدرم مصدراً لخلافات عديدة، ومنها ما جاء في معرض رده على الانتقادات حول الرقابة الحكومية على خطوط الهاتف، حيث قال: “إذا كنت لا تفعل أي شيء غير قانوني، فلا تقلق من التنصّت”.