شبكة العاصمة اونلاين
يصادف الثاني من شباط الذكرى الخامسة والثلاثين لمجزرة حماة التي ارتكبها حافظ الأسد وشقيقه رفعت الأسد عام 1982، وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين، لتطرح العديد من الأسئلة عن المجازر والانتهاكات التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها نظام بشار الأسد، وما إذا كان سيفلت من أيدي العدالة أيضاً.
وبحسب ما تم توثيقه، فقد تم محاصرة حماة في بداية الحملة، إضافةً إلى قطع المواصلات التي كانت تؤدي إلى المدينة، ولم يسمح لأحد بالخروج أو الدخول. سلطة الأسد فرضت آنذاك تعتيماً كاملاً على الأخبار لتفادي الاحتجاجات الشعبية والإدانة الخارجية، ولم تتم حتى اللحظة معاقبة المسؤولين عن المجزرة التي تعتبر الأعنف والأكثر دموية في تاريخ سوريا الحديث.
وكان حافظ الأسد عيّن شقيقه رفعت الأسد قبل المجزرة بشهرين مسؤولاً عن المحكمة العرفية في مناطق وسط سوريا وشمالها، ووضع تحت إمرته قوة تضم 12 ألف عسكري مدربين تدريباً خاصاً على حرب المدن.
وأعلن نظام الأسد بتاريخ 15 شباط 1982، وعقب عدة أيام من القصف العنيف، بأن “انتفاضة” حماة قد قُمعت. غير أن المدينة ظلت حينها محاصرة وجرى عزلها عن العالم الخارجي. وتلا ذلك كله قيام السلطات بحملة على مدار أسبوعين داهمت خلالها المنازل واحداً تلو الآخر تخللها موجة اعتقالات جماعية، وارتكبت فظائع بحق المدنيين حيث تعرضوا لعمليات قتل جماعية على أيدي رفعت الأسد ورجاله الذين أصدر النظام أوامره لهم بإباحة كل ما في المدينة، وبعدم مساءلتهم عن أي فعل أو تجاوز يرتكبونه خطأ أو عمداً، فنسفت بيوت، ومسحت أحياء بكاملها عن الخارطة، وتسلى الجنود بقنص الهاربين، وقتل أولادهم أمام أعينهم قبل الإجهاز عليهم!
وسقط ضحية هذه المجزرة وفق تقديرات اللجنة السورية لحقوق الإنسان 40 ألف شهيداً، وتم تدمير أحياء بكاملها على رؤوس أصحابها ومنها حي الكيلانية الذي لم يعد موجوداً اليوم، وحي البارودية، وحي الزنبقي، وحي الشمالية كما تم هدم 88 مسجداً وثلاث كنائس، وقصر فريد بيك العظم الأثري، وبيت الحاج سليم الصليعي الأثري.
عدّة فرق “عسكرية” و ميليشيات تشبيحية، شاركت بالمجزرة، أبرزها سرايا الدفاع، واللواء 47 / دبابات، واللواء 21/ ميكانيك، والفوج 21 إنزال جوي قوات خاصة، ومجموعات القمع والتشبيح من مخابرات وفصائل حزبية مسلحة.
حتى الآن لم يُعرف مصير 15 ألف مفقود في مجزرة حماه، واضطر أكثر من 100 ألف “حموي” إلى النزوح من المدينة بعد المجزرة التي تم من خلالها تدمير ثلث أحيائها تدميراً كاملاً.
إعدامات ميدانية، قصف، تدمير أحياء فوق رؤوس اهلها، اغتصاب، قتل على الهوية، عاشها أهل حماة على مدار 22 يوماً قبل 35 عاماً، وتعيشها المدن السورية منذ 6 أعوام بعد اندلاع ثورة الحرية والكرامة 2011.