ماذا يمنع السوريون في عرسال من الإنتفاض على الجيش اللبناني؟
شبكة العاصمة اونلاين – رأي
جمال حسان
إحتار الجيش اللبناني ماذا يفعل وكيف يستمر في مضايقة السوريين والذين يعتبرهم “جاثمين على أنفاس اللبنانيين” ومشاركيهم في قوت يومهم.
ليقتحم الجيش اللبناني مدعوماً بـ آليات مجنزرة مخيم رأس السرج للاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية، وسط إطلاق نار كثيف، ما أدى إلى إصابة 4 لاجئين بينهم امرأة، تم اعتقالهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وكالعادة التهمة جاهزة “الإنتماء للتنظيمات الإرهابية” وإن لم تكن كذلك فتُلفق على الفور في بيان يصدر عن الجيش يصرح فيه، أن قواته تعرضت أثناء مداهمتها مخيما للاجئين السوريين في عرسال إلى إطلاق نار من قبل مسلحين، تم الرد عليهم بالمثل، ما أدى إلى إصابة أحد اللاجئين.
البيان عينه أكد أنه تم توقيف المصاب الذي اعترف بانتمائه إلى أحد التنظيمات الإرهابية ، وشروعه بإعداد حزام ناسف لتفجيره بأحد مراكز الجيش على حد زعمه، ولفت البيان إلى أن قوات الجيش أوقفت 3 سوريين آخرين للاشتباه بمشاركتهم في إطلاق النار.
ليست المرة الاولى التي يقتحم فيها الجيش اللبناني مخيم للاجئين السوريين، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الى متى سيستمر هذا الجيش في هذه المعاملة وهذه التصرفات على مرأى ومسمع حكومته التي طالما تغنت بالحياد دون الوقوف إلى أي طرف من الأطراف.
الجيش اللبناني، مدعوماً بقوات من حزب الله وحركة أمل، بدؤوا أعمالاً عسكرية موسّعة في مدينة عرسال يوم 3/8/2014، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأدّت لسقوط عشرات القتلى بين المواطنين اللبنانيين واللاجئين السوريين، بالإضافة إلى القتلى الذين أعلن الجيش اللبناني عنهم من جنوده ومن المسلحين، بحسب قوله وذلك بعد دخول مقاتلين من جبهة النصرة وتنظيم الدولة إلى المدينة.
الخاسر الوحيد في هذه المعادلة ربما يكون برأي الكثيرين هو المواطن السوري ” المغلوب على أمره” الذي لا ينفتئ عن الخروج من محنة حتى يدخل في أخرى فما بالكم بأنه لاجئ في بلد لا تعتبره إلا ارهابياً وسط حالة معيشية مأساوية في هذه المخيمات.
لم يقتصر إستهداف السويين في لبنان على الجوانب العسكرية وحسب فضعف المواقف الإعلامية والمدنية اللبنانية خصوصاً والعربية عموماً، التي تُسلّط الضوء على الانتهاكات التي حصلت بحق اللاجئين السوريين، أو بحق التصريحات والخطابات التي تبث لغة الكراهية تجاههم تلعب دوراً واضحاً في إيصال رسالة مفادها “لانرغب بالسوريين”.
وسائل الإعلام اللبنانية، وحتى الأوساط السياسية، شهدت عدداًً من التصريحات التي تبث خطاب الكراهية ضد السوريين، حيث كتب الإعلامي طوني خليفة والإعلامية رحاب ضاهر تغريدات عنصرية بحق اللاجئين فيما صرّح وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل بأن مشكلة عرسال بدأت تحديدا مع تغلغل النازحين والمسلحين السوريين اليها، واستعمالها قاعدة تموين للمسلحين !
الجميع الآن دون استثناء يتحملون توابع ماسيجري من تطورات على هذا المشهد، اللجوء مستمر مهما حاولت جميع الأطراف الأوربية والعربية من كبح جماح السوريين الذين يرون الموت غرقاً في سبيل الوصول الى الهدف المنشود افضل واتقى شراً من البقاء في دول لطالما أشعرتهم بأنهم غير مرغوب بهم.