بثّت قناة “الإخبارية السورية” الموالية للنظام، مقابلة أجرتها قناة “إن بي سي” اللبنانية حول أجواء العيد مع اللاجئين السوريين المقيمين في حي أولوباي بالعاصمة التركية أنقرة، وصوّرت المكان على أنه مخيم للاجئين.
وبحسب المعلومات التي توصلت إليها وكالة “الأناضول(link is external)“، فإنّ “أديب عبد الفتاح وصالح عبد الفتاح مراسلي قناة الإخبارية السورية، قاما بتصوير اللاجئين المقيمين في حي أولوباي الكائن في منطقة ألطين داغ، بكاميرا عليها شعار قناة إن بي سي اللبنانية، دون الحصول على إذنٍ رسمي”.
وعرّف المراسلين الذين لا يملكان تخويلاً رسميا من مديرية الصحافة والإعلام التركية لممارسة العمل الصحفي داخل الأراضي التركية، حي أولوباي على أنه “مخيم أولوباي للاجئين”.
وتعمّد الإثنان إجراء المقابلات مع السوريين على أنقاض المنازل المهدمة بسبب خطة حكومية لإعادة إعمار المنطقة، لتدعيم ادعاءاتهم الكاذبة التي تفيد بأنّ السوريين يعيشون في ظروف سيئة داخل تركيا.
وتعمد المراسلان حذف التصريحات التي أثنى فيها اللاجئين السوريين على الخدمات التركية المقدمة عليهم، وأبرزوا في المشاهد رغبتهم في العودة إلى بلادهم.
وتمكّنت وكالة “الأناضول” من إجراء لقاء مع بعض اللاجئين الذين ظهروا على الشاشات الموالية للنظام، حيث التقى مع إحسان إمام (55 عاماً)، الذي قال بإنه تفاجئ عندما رأى المقابلة وهي تُبثّ على القنوات السورية الموالية للنظام.
ولدى سرده لتفاصيل المقابلة، قال إمام: “في أول يوم العيد قدم شخصان من سوريا عبر سيارة، ومعهما كاميرا عليها شعار قناة إن بي سي، وحاولا إجراء مقابلات مع اللاجئين حول الفرق في أجواء العيد بين تركيا وسوريا، فكنت جالساً وأتوا ليجروا مقابلة معي وقبلت ذلك”.
وأردف قائلاً: “فقلت لهم بأنّه من المؤكد أنّ العيد في سوريا أفضل، على اعتبار أنّ جميع الأهل والأقارب هناك، وأضفت بأنّ العيد هنا أيضا جميل وفرحتنا تكمن في فرحة الأطفال، غير أنهم حذفوا هذه الجملة، ولم يصوروا فرح الأطفال ولعبهم، وقلت لهم إننا نتمنى الخير لسوريا وأن يعود الأمن والسلام إلى بلادنا، وتقدمت بالشكر إلى تركيا لاستضافتها اللاجئين السوريين”.
وأضاف إمام أنّ زملائه أبلغوه بأنّ الحوار الذي أجراه مع قناة “إن بي سي”، بُثّ على قناة “الإخبارية” الموالية للنظام، وأنه أصيب بالدهشة من ذلك، مشيراً إلى وجود جهات رسمية تتابع الموضوع.
من جانبه قال مصطفى عصلة أحد اللاجئين المقيمين في الحي المذكور، أنّ ادعاءات النظام حول إقامة اللاجئين الذين ظهروا في الشريط المصور داخل مخيمات، عارية عن الصحة ولا أساس لها وأنّ أوضاعهم المعيشية في أنقرة جيدة.
وأضاف عصلة أنّهم يمتلكون شركات وورش عمل، وأنّ الحكومة التركية تقدّم لهم كافة التسهيلات من أذون وتراخيص عمل وما شابه ذلك.
وتابع عصلة قائلا: “نشكر الحكومة التركية على المساعدات والتسهيلات التي تقدمها لنا منذ قرابة 6 سنوات، ففي البلدان الأخرى لا يتوفر للاجئين الخدمات الصحية والتعليمية، بينما هنا نحصل على كل هذه الخدمات ولا نتعرض لأي معاملة سيئة من قِبل الجهات الرسمية ونعيش كالإخوة مع الشعب التركي الشعب”.
وتطرق إلى الأحداث المؤسفة التي جرت مؤخراً بين بعض الشبان السوريين الذين وصفهم بالطائشين، والأتراك، مبيناً أنّ هؤلاء الشباب لا يمثلون عامة الشعب السوري.
وأردف قائلاً: “نحن والأتراك نعيش كالإخوة وهذه الأحداث المؤسفة تؤثر سلباً على السوريين، ولا نرغب في إفساد هذه العلاقة الطبية القائمة بيننا”.
بدوره قال عبد الإله سلطان (أبو عمر)، إنّ “المقابلة التي أجرتها قناة الإخبارية السورية قبل فترة، عبارة عن افتراءات كاذبة ومزيفة، وأنّ اللاجئين في الحي لا يقيمون في المخيمات كما زعمت القناة الموالية للنظام”.
واستطرد قائلاً: “أنا أسكن هنا في منزل وكذلك أصدقائي، وننعم بحياة كريمة، ولدينا معامل ودكاكين، وفيما يخص الأحداث المؤسفة التي جرت مؤخرا بين السوريين والأتراك، أستطيع أن أقول بأنني لم أنخرط في أي مشكلة، وهناك مسيئين من الجانبين، ولهذا السبب يحصل أحيانا بعض المشاكل”.