شبكة العاصمة اونلاين
تناقلت عدد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام أخباراً عن صدور قرارات جديدة لتنظيم عملية تعليم السوريين في تركيا من ناحية استمرارية مراكز التعليم المؤقتة التي تشرف عليها وزارة التربية التركية وتتلقى دعماً من منظمة “اليونيسيف”، ومن ناحية تحسين أوضاع المعلمين والمدرسين السوريين في تلك المدارس وزيادة رواتبهم وآلية انتقائهم واختيارهم في مراكز التعليم المؤقتة.
هذه الأخبار أثارت موجة كبيرة من الجدل والنقاش وخصوصاً في أوساط فئة المدرسين والمعلمين السوريين في تركيا، الذي يأملون أن تُحسن تلك القرارات من ظروف حياتهم المعيشية، وتؤمن للعاطلين عن العمل منهم فرصاً مناسبة.
وافاد عامر النمر، رئيس جمعية النهضة العلمية في تركيا، وأحد المهتمين والمتابعين لشؤون تعليم السوريين مع وزارة التربية والتعليم التركية. في تصريحات لموقع اقتصاد ان عملية تعليم السوريين في تركيا مرت بعدة مراحل، بدأت بالمدارس العشوائية التي أُنشئت بمبادرات شخصية أو من قبل بعض المنظمات واستمرت حتى عام 2014، وبعدها أنشأت وزارة التربية والتعليم بدعم من منظمة اليونسيف ما أسمته “مراكز تعليم مؤقتة”، لعدم إثارة حفيظة بعض الأتراك، ولتغيير وضعها بأي لحظة، على حد وصف عامر النمر.
إلا أن وثائق الجلاء والشهادات التي كانت تصدر عن مراكز التعليم المؤقتة حينها، لم يكن يُعترف بها خارج تركيا.
إلحاق المراكز المؤقتة بالمدارس التركية والاعتراف بشهاداتها
وفي شهر آذار من العام 2016، أصدرت وزارة التربية والتعليم التركية قراراً بإلغاء الصفة المؤقتة عن تلك المراكز وإلحاقها بالمدارس التركية، والاعتراف بالشهادات التي تُصدرها تلك المراكز داخل وخارج تركيا.
وبما أن هذا الأمر قد يلاقي بعض الصعوبات، فسوف يتم بداية إلحاق الطلاب السوريين ممن هم في الصف الأول، بصفوف خاصة، في مدارس “الإمام الخطيب” التركية، وهي مدارس تركز على تعليم اللغة العربية والتربية الدينية، إضافة لبقية المواد التطبيقية الموجودة في المدارس العادية، ليتم دمجهم في السنة القادمة بشكل كامل ضمن المدارس التركية.
دورات إعداد وتأهيل للمدرسين السوريين
وعن مشاكل المعلمين السوريين في تركيا، قال النمر إن المسؤولين في وزارة التربية التركية على إطلاع كامل عليها، ويعملون على معالجتها من خلال ما يسمى “دائرة تعليم مدى الحياة”، والتي أُنشئت مؤخراً، وكُلفت بمتابعة شؤون التعليم للاجئين السوريين، ولها فروع في كل المحافظات التركية، وهي تشبه ما هو معمول به في الدول الأوروبية لتعليم المهاجرين.
وأول ما قامت به تلك الدائرة هو اختيار 514 مدرساً سورياً من مختلف الولايات التي يتواجد فيها مراكز تعليم مؤقتة، لإخضاعهم لدورات إعداد وتأهيل تُعقد حالياً في ولاية قونية، وسيتكفل هؤلاء المدرسون لاحقاً، بنقل ما يكتسبونه من خبرات لباقي المدرسين السوريين بعد نجاحهم في الاختبارات المؤهلة لذلك، والتي ستكون يوم الجمعة القادم, ومن يجتاز تلك الاختبارات سيكون مُدرباً لزملائه.
الكشف عن 280 شهادة مزورة بين السوريين في أورفا وحدها
أما بالنسبة لعملية انتقاء المدرسين هذا العام، قال النمر إنها ستكون من اختصاص مدراء شعب “تعليم مدى الحياة” في المحافظات التركية، وسيُترك لهؤلاء المدراء تحديد آلية تشكيل اللجان لإجراء المقابلات والتحقق من صحة الشهادات.
وبحسب النمر فإن بعض الولايات كولاية أورفة بجنوب تركيا، قام مدير شعبة “تعليم مدى الحياة” فيها بتشكيل لجان تربوية لاختيار المعلمين والتحقق من صحة الشهادات التي يحملونها، مؤلفة من أكاديميين ومدرسين تمكنوا حتى هذه اللحظة من اكتشاف 280 شهادة مزورة في ولاية أورفا وحدها، وهو ما دفع عدد من مديريات التربية في بعض الولايات إلى تعميم تلك التجربة لنجاحها.
زيادة مرتقبة في الرواتب والأجور للمعلمين السوريين
وأضاف عامر النمر أن رواتب المعلمين السوريين هذه السنة سيكون الحد الأدنى لها هو 1300 ليرة تركية بدلاً من 900 ليرة تركية، حسب تصريح عدد من مدراء شعب “تعليم مدى الحياة” في بعض الولايات التركية.
وقال النمر إن عدد الطلاب السوريين المداومين حالياً في تركيا هم 330 ألف طالب، موزعين على 220 مركز تعليم مؤقت، 290 ألف طالب في المرحلة الابتدائية، والباقي 40 ألفاً في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وهذا الفارق يدل على نسبة التسرب وعدم الالتحاق بالمدارس لمن هم في سن المراحل الإعدادية والثانوية، وتوجههم للعمل نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لبعض العائلات من اللاجئين السوريين.
ونوه النمر في ختام حديثه إلى أن مراكز رعاية الشباب في المحافظات التركية بدأت تستقبل الطلاب السوريين بشكل مجاني في دورات رياضية وترفيهية متنوعة، بعد أن كانت تلك الدورات الرياضية تكلف 150 ليرة تركية شهرياً.
المصدر : اقتصاد