في الوقت الذي راجت فيه معلومات قبل نحو أسبوعين عن اعتقال الإمارات لرجل الأعمال السوري المعارض فراس طلاس نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس، داهم المحققون الفرنسيون الثلاثاء في باريس مقر مجموعة لافارج المملوكة لطلاس والتي يشتبه بأنها مولت بطريقة غير مباشرة جماعات جهادية في سوريا بينها تنظيم الدولة.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية فقد ذكر مصدر قريب من التحقيق والمجموعة الفرنسية السويسرية للإسمنت صحة الأنباء عن مداهمة وتفتيش الشركة.
ويهدف التحقيق الذي أطلقه ثلاثة قضاة منذ حزيران/ يونيو إلى تحديد ما إذا كان عملاق الإسمنت قام بتحويل أموال إلى بعض المجموعات خصوصا تنظيم الدولة الإسلامية حتى يواصل تشغيل مصنعه في جلابية بشمال سوريا بين 2013 و2014.
ويريد المحققون معرفة ما إذا كان مسؤولون في المجموعة في فرنسا على علم بمثل هذه الاتفاقات والخطر الذي تعرض له الموظفون السوريون في المصنع نتيجة لذلك.
وقال ناطق باسم لافارج لوكالة فرانس برس إن “المحققين الفرنسيين يقومون بتفتيش مكاتبنا”، مؤكدا بذلك معلومات بثتها إذاعة “فرانس انتر”.
ويريد التحقيق تحديد العلاقات المفترضة التي ربطت بين المجموعة العملاقة وتنظيم الدولة لمواصلة تشغيل مصنعها في جلابية بشمال سوريا في 2013 و2014.
وكان الكاتب والمعارض السوري ماهر شرف الدين، أكد اعتقال طلاس بالإمارات، مرجعا ذلك إلى اتهام الأخير بـ”تزوير شيكات وأوراق مالية”.
إلا أن شرف الدين، وصحيفة “زمان الوصل” السورية، توقعوا أن يكون اعتقال طلاس على إثر تهم متعلقة بدعم تنظيم الدولة بشكل غير مباشر.
واعتمدت صحيفة “زمان الوصل” على تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية، اتهم طلاس بإرسال أموال إلى تنظيم الدولة، مقابل حماية الأخير لفرع شركة لافارج الفرنسية لصناعة الإسمنت.
ويقول التقرير إن طلاس كان يدفع ما بين 80 إلى 100 ألف دولار شهريا، للتنظيم وجماعات مسلحة أخرى في الفترة ما بين 2012 و2014 مقابل حماية الطرق المؤدية إلى المصنع.
يذكر أن فرع شركة “لافارج” يقع قرب بلدة عين العرب “كوباني” شمالي حلب، والتي سيطر عليها تنظيم الدولة عدة شهور في العام 2014.