شبكة العاصمة اونلاين – تحليلات
عشر إستراتيجيات للتحكم بالشعوب
أصل المقال من دليل ناعوم تشومسكي اليهودي أخذته وكتبت على منواله لكن بالصبغة الاسلامية وبناء على خبرات عدة وتجارب شخصية أرجو أن تكون السلسلة مفيدة.
1.استراتيجية الإلهاء والتسلية
عنصر أساسي لتحقيق الرقابة على المجتمع ، عبر تحويل انتباه الرأي العام عن القضايا الهامة والتغيرات التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية ، مع إغراق النّاس بوابل متواصل من وسائل الترفيه , في مقابل شحّ المعلومات وندرتها. وهي استراتيجية ضرورية أيضا لمنع العامة من الوصول إلى المعرفة الأساسية في مجالات العلوم والاقتصاد وعلم النفس وعلم الأعصاب ، وعلم التحكم الآلي. ..وقد جاء في بعض البروتوكولات السرية،-أنشرها لاحقا-“حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية ، اجعلوه مفتونا بمسائل لا أهمية حقيقية لها . أبقوا الجمهور مشغولا ، مشغولا ، مشغولا ، لا وقت لديه للتفكير ،و عليه العودة إلى المزرعة الداجنة بعد إنهاكه في الحلقة المفرغة”.
2.استراتيجيّة افتعال الأزمات و المشاكل وتقديم الحلول.
كما يسمّى هذا الأسلوب “المشكلة/ التّفاعل / الحلّ”. يبدأ بخلق مشكلة , وافتعال”وضع مّا” الغاية منها انتزاع بعض ردود الفعل من الجمهور ، بحيث يندفع الجمهور طالبا لحلّ يرضيه. على سبيل المثال : السّماح بانتشار العنف في المناطق الحضرية ، أو… تنظيم هجمات دموية ، حتى تصبح الحلول الأمنية مطلوبة ,بل والقانون الخاص خيار استراتيحي لحفظ المعسكرات الداجنة – البلدان -..حتّى على حساب الحرية والحق والعدل… أو خلق أزمة اقتصادية يصبح الخروج منها مشروطا بقبول الحدّ من الحقوق الاجتماعية وتفكيك الخدمات العامّة ،وخصخصة المؤسسات ثم بيعها بأبخس الاثمان… , ويتمّ تقديم تلك الحلول المبرمجة مسبقا كأنها طرحت توّا إستجابة لطلب الشعوب , ومن ثمّة, قبولها على أنّها شرّ لا بدّ منه.
3.استراتيجية التدرّج و التنّعم
لضمان قبول ما لا يمكن قبوله يكفي أن يتمّ تطبيقه تدريجيّا على مدى05 أو 10 سنوات. بهذه الطريقة فرضت ظروف اقتصاديّة و اجتماعيّة مثّلت تحوّلا جذريّا كالنيوليبراليّة و ما صاحبها من معدلات البطالة الهائلة و الهشاشة والمرونة ,أو تقنين زواج الشواذ ، أو تجنيس وتمليك الطابور الخامس…. فيتم الاختراق من خلال تغييرات كانت ستتسبّب في ثورة عارمة إذا ما طبقت بشكل كلي وراديكالي, فيتمّ تمريرها تدريجيّا وعلى مراحل حتى تسري في النسيج القيمي والاجتماعي والاقتصادي ومن ثمة مراكز صنع القرار ..كالسم الناعم …وتنخر السيادة كالسوس فتستيقظ الامة كأنها أعجاز نخل منقعر.
4.استراتيجية التأجيل
هناك طريقة أخرى لتمرير قرارات استعمارية او استبدادية اذ يصور الامر باعتباره “قرارا مؤلما ولكنّه ضروريّ “، فيقنن ويسعى للحصول على موافقة الجمهور لتطبيقه مستقبلا. ذلك أنّه من السهل دائما قبول التضحية في المستقبل عوض الحاضر. و لأنّ الجهد المطلوب لتخطّي الأمر لن يكون على الفور. ثم لأنّ الجمهور لا يزال يميل إلى الاعتقاد بسذاجة أنّ “كلّ شيء سيكون غدا أفضل ” ، و يمكن حتى تجنّب التضحية من اصلها. وأخيرا ، وبعد فترة من الزمن.. من سيعود يناقش قانونا عتيقا اقرته الامة بالاجماع السكوتي.
5.اعتماد الخطاب الصبياني للجماهير
اعتماد توجيه لغة صبيانية او قاصرة للشعوب.تحد من التفاعل و ردة الفعل لديها وتعميم ذلك إعلاميا ومؤسساتيا يعطي انطباع لدى الناس أنهم قصر عاجزون عن إيجاد حلول لمشاكلهم وأن الطبقة الحاكمة أعلم بشؤونهم ومصالحهم فتسمع مثلا
* أنقذنا الجمهورية … من خلال تجاوز خيارات الشعب القاصرة…* ..فتسلب السيادة وتفرض الوصاية.
6.استراتيجية قصف العواطف وتخمير العقل
التوجّه إلى الكتل الشعبية بوابل من المؤثرات والصدمات العاطفية هو الأسلوب الكلاسيكي لتجاوز التحليل العقلاني ، وبالتالي قتل ملكة النقد. وبالإضافة إلى أنّ استخدام السجل العاطفي يفتح الباب أمام اللاوعي ويعطّل ملكة التفكير، فانه يثير كما هائلا من الرّغبات و المخاوف والانفعالات .. وبابقائها حبيسة العشوائية و اللاعقلانية يمكن تسيير الواقع بعيدا عن ضغط الرقابة الشعبية..ولكم أن تتخيلوا حجم الإتفاقات، الصفقات ،القوانين ،المراسيم والتعيينات في مراكز صنع القرار ….التي أبرمت في غفلة من الشعوب وعشوائية من نخبها…
7.الإغراق بالجهل
الحرص على تهميش العلماء والمفكرين المتصلين بشعوبهم وتعميق الهوة بينهم واستهداف المنظومة التربوية حتى ينتج جيلا لا يعقل عنهم ما يقولون و لا يقرأ ما يكتبون.. ف”يجب أن تكون نوعية التعليم سطحيّا وشاقا بحيث تحافظ على الفجوة التي تفصل بين النخبة و العامّة و أن تبقى أسباب الفجوة مجهولة لدى المستويات الدنيا”..أما العلوم التي تصنف مفاتيح التفوق والسيطرة.. فهي في خط الأمن القومي ..أقصد حكرا على على العصابة المختارة.
8. تسويق الذل و استحسان الرداءة
خنق المجتمع الرجولي بمجموعة من القوانين المهمشة لعنصر القوامة ومن ثمة تشجيع العامّة على أن تنظر بعين الرضا إلى كونها غبيّة و مبتذلة و غير متعلّمة وإشاعة روح النكت والفكاهة لاستحسان وتقبل ذلك … بل ويصل الأمر لحد التفاخر والتعالي أيّهم أنذل وأحقر فإذا صار اللؤم سلعة رائجة..و بلغ الحد منه نصابه ولّي أمر الناس الرويبضة ..حتى يقال ” اخرجوا آل لوط من قريتكم إنّهم أناس يتطهرون.”
9.تحويل مشاعر التمرّد إلى إحساس بالذّنب و جلد للذات
إغراق الضمير الفردي تحت طائلة التأنيب الذاتي وأنّ الفرد هو المسؤول الوحيد عن تعاسته لمحدوديّة ذكائه و ضعف قدرته أو جهوده. وهكذا ، فبدلا من أن يثور على النظام الإستبدادي والإستغلال الإقتصادي، يحتقر المرء نفسه ، و يغرق في جلد الذات.. ممّا يخلق لديه حالة اكتئاب تأسر حالته النفسية وتفرغ طاقته الفكرية والإنتاجية ، فلا نفسه نفع ولا ظالما قلع،وتعتبر هذه التقنية من أخطر أساليب كسر حلقة التغيير عند الشعوب ،أو ما يعرف ب وعاء الثورة المضادة.
10-التمكن من تقنيات الهدم والتحكم والسيطرة النفسية
مارس الطواغيت عبر العصور طرقا عنيفة وخسيسة لكسر عزائم الخصوم وقهر الرجال وإبقاء القيد في اعناق الامم المستضعفة ،لكن خلال العقود الست الماضية ، نتج عن التقدّم السّريع في العلوم، اتّساع الفجوة بين معارف العامة وتلك التي تملكها و تستخدمها النّخب الحاكمة والزمر النافذة الخفية، ويتمّ تطويرها بشكل جد متسارع ،بعيدا عن الأنظارتارة..واعتماد الجنس البشري كحقل تجارب تارة اخرى ،ولم يصلوا إلى درجة كبيرة من التحكم بالمادة ،من الميكرو إلى النانوإلكترونيك والنانو بيولوجيك فحسب، بل حققوا نتائج شيطانية مخيفة في المجال العصبي و النّفسي واللاشعوري مما يجعل أعتى هدف أقصد أي قوة تقليدية..فردا..جماعة..شركة أو دولة ، فاقدا للمناعة الدفاعية أمامهم ،يسهل التحكم فيه والسيطرة عليه وإن لم يكن صالحا للتوظيف أوانتهت صلاحيته فالهدم مصيره – طبعا الدم ليس له قيمة في الأسهم – وفي ذلك يقول تشومسكي
فمع علم الأعصاب وعلم الأحياء وعلم النفس التطبيقي وصل “النظام العالمي” إلى معرفة متقدّمة للإنسان ، سواء عضويّا أو نفسيا. لقد تمكّن “النظام” من معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لذواتهم . وهذا يعني أنه في معظم الحالات ، يسيطر “النظام” على الأشخاص ويتحكّم فيهم أكثر من سيطرتهم على أنفسهم.
تنويه: مقالات الرأي تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة العاصمة اونلاين.