صدق أو لا تصدق .. البنطلون كان ممنوعاً على نساء فرنسا
شبكة العاصمة اونلاين – ترجمات
ابراهيم العبدان
من أغرب القوانين التي يمكن أن تصادف في القارة الأوروبية هو قانون صدر في فرنسا سنة ١٧٩٩، يقضي بمنع المرأة الفرنسية من ارتداء البنطلون في باريس باعتباره من لبس الرجال.
قد يبدو الأمر اعتياداً كون القانون قديماً، إلا أن الغرابة الحقيقية أن هذا القانون بقي سارياً حتى تم إلغاؤه عام ٢٠١٢، إذ قررت الحكومة قبل 3 سنوات فقط إلغاء حظر عمره 200 عام!.
وفي تصريح لوزيرة المرأة نيجات فالو بيكهام Najat Vallaud-Belkacem وقتها: “الحظر لا يتفق مع القيم والقوانين الفرنسية الحديثة”، وأضافت فالو بيكهام أنّ هذا الحظر تم تشريعه فعلاً في 17 نوفمبر، 1800، وتم إلغاؤه بسبب عدم التوافق.
الطريف في الموضوع أنه ووفقاً للقانون تحتاج المرأة الفرنسية إلى إذن خاص من الشرطة المحلية إذا أرادت أن تبلس سروالاً “كالرجال” كما في نص القانون، وعلى الرغم من تجاهله رسمياً منذ عقود، إلا أن كتب القانون والدساتير الرسمية أبقت عليه.
وفيما تساءل بعض الصحفيين عن سبب صدور مثل هذا القانون في فرنسا وقتها، أجابت السيدة نيجاتي أن الهدف من القانون الأصلي هو منع النساء من القيام بأعمال معينة!، وأنه كان يهدف كذلك إلى الحد من وصول المرأة إلى بعض المناصب أو الوظائف من خلال منعها من ارتداء ملابس شبيهة بملابس الرجال، كما قالت.
يذكر أن القانون الأساسي خضع لتعديل عام 1892 و 1909 يمنح النساء الفرنسيات استثناءً بارتداء البنطلون فيما لو كن يعتلين دراجة هوائية أو على صهوة الحصان!، وخلال الثورة الفرنسية طالبت نساء باريس بالحق في ارتداء السراويل، حتى أن نساء الطبقة العاملة الثورية صرن يعرفن باسم “بلا-كولوتيس” أي “بلا سروال” وذلك لارئدائهن البنطلون بدلاً من التنانير الحريرية القصيرة التي كانت مفضلة من قبل نساء الطبقة البرجوازية.
نهايةً لا يمكن إلا أن يتساءل المرء على مصير مثل هكذا قانون في بلادنا، وله أن يحصي كمية الاتهامات التي ستنهال على البلد لوجود مثل هذا القانون، إذ سيجعل وقتها ربما سبب كل تخلف وتقصير وكسل، وخلف كل جهل وظلام وإهمال!.
المصدر : BBC
صدق أو لا تصدق البنطلون كان ممنوعاً على نساء فرنسا