تناولت افتتاحية غارديان ما وصفته بمشكلة أوروبا مع عودة قوارب المهاجرين لمحاولة الوصول إلى شواطئها خلال موسم الصيف. وأشارت إلى غرق ما لا يقل عن ألفي شخص حتى الآن هذا العام، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
وقالت الصحيفة إن ما يزيد الأمر سوءا هو مراوغة بل وحتى عداء دول الاتحاد الأوروبي التي لا تظهر إلا القليل من التضامن، وقد بدا ذلك واضحا في إعلانالنمسا أمس استعدادها لإرسال قوات ودبابات لوقف عبور المهاجرين للحدود من إيطاليا.
وعلقت الصحيفة بأن البحر المتوسط يعتبر أسوأ مقبرة بحرية في العالم، وأكدت حاجة إيطاليا العاجلة لدعم أوروبي أكثر مما يقدم حاليا، نظرا لأنها الطرف المتلقي لهذه الهجرة، خاصة وأنها هددت الأسبوع الماضي بغلق موانئها أمام السفن التي تستخدمها المنظمات غير الحكومية لإنقاذ المهاجرين، وتريد من الدول الساحلية مثل إسبانيا وفرنسا توفير نقاط وصول.
واعتبرت خطط إعادة توطين اللاجئين مجرد فكرة أكثر منها حقيقة، وأشارت إلى أن خطة الاتحاد الأوروبي التي كانت مقررة أصلا لعشرات الآلاف أدت إلى إعادة توطين 7345 شخصا فقط من إيطاليا.
واعتبرت الصحيفة أن عرقلة سفن الإغاثة ليست بالجواب الصحيح وأن هناك حلولا أكثر استدامة، لكن الافتقار إلى الإرادة السياسية يجعلها غير قابلة للتحقيق.
وقالت أيضا إن إصلاح سياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي ضرورة، وأضافت أن الخوف من رد فعلشعبوي يجعل الحكومات حذرة من إيجاد طرق آمنة وقانونية يمكن أن تسمح بإجراء منظم لمطالباتاللجوء.
وأضافت أن المخاوف المتزايدة من حكومة يسار الوسط في روما قد لا يكون دافعها المأساة الإنسانية فقط، ولكن أيضا بسبب الخوف من أن الهجرة غير المنضبطة سوف تساعد إما اليمين المتطرف أو حركة الخمس نجوم على تحقيق مكاسب في الانتخابات المقبلة. ولأوروبا مصلحة جماعية في إحباط مثل هذه النتيجة، مثلما تفعل في التمسك بالتزامها بمبدأ اللجوء.
وختمت الصحيفة بأن هذا الأمر لا يمكن القيام به إلا من خلال التنسيق عبر الاتحاد الأوروبي لأن مشاكل إيطاليا لا تخصها لوحدها ولكنها أوروبية أيضا.