تمكن مخبريون سوريون من صناعة أجهزة لفصل عناصر الدم، الضرورية في مخابر التحاليل الطبية، بإمكانات متواضعة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، التي تخضع لحصار عسكري من قبل نظام الأسد بسوريا.
ويمنع النظام دخول المساعدات الإنسانية وفي مقدمتها المستلزمات الطبية إلى الغوطة الشرقية التي يحاصرها منذ 5 أعوام، ما يدفع العاملين في القطاع الطبي إلى إيجاد حلول بديلة.
وفي هذا الإطار، تمكن العاملون في “مؤسسة الشفاء” الطبية بالمنطقة، من تصنيع “مثفلات” مخبرية (جهاز مخبري)، بعد تجارب عديدة بإمكانات محلية، تضاهي الأجهزة المستوردة.
والمثفلات، من الأجهزة الضرورية واللازمة لعمل أي مخبر، وتقوم بفصل العناصر الخلوية في الدم عن البلازما، حيث يتكون الدم من عناصر خلوية وبلازما ومعظم التحاليل الطبية تجري على البلازما.
وقال خالد أبو الوليد، رئيس المخبر في المؤسسة، إنه في ظل وضع الغوطة المحاصرة وقلة الموارد، أصبحت هناك حاجة ضرورية لهذه الأجهزة، ومن هنا جاءت فكرة تصنيع هذه المثفلات محلياً.
وأوضح أن للمثفلات نوعين؛ مثفلة أنابيب كبيرة، ومثفلة أنابيب صغيرة تدعى “هيماتوكريت”.
ولفت إلى أنه جرى العمل على الموضوع، منذ أكثر من عام بمجهود وتمويل شخصي، وتم صنع العديد من النماذج بداية، والتي لم تعطِ الكفاءة المطلوبة بسبب حساسية الجهاز ودقته، حيث سرعة دوران مثفلة الهيماتوكريت عالية جداً.
وأردف المخبري أبو الوليد، أنه بعد العديد من المحاولات والإصرار على حل جميع المشاكل التقنية وتجاوز الصعاب، تم التوصل إلى النموذج المثالي، واختبار النموذج النهائي ومقارنته بالنموذج الأصلي من حيث دقة النتائج والكفاءة.
وتابع: “بالفعل حصلنا على النتائج نفسها، والجودة والكفاءة نفسها، وأصبحت الأجهزة المصنعة هي البديل المناسب للأجهزة المستوردة”.
ونوه إلى أنهم ينتظرون دعماً لتطوير مشروعهم لإنتاج المزيد من الأجهزة وتوزيعها مجاناً على المراكز الطبية.
وكشف أنهم بدأوا المشروع بميزانية قدرها 3 آلاف و500 دولار، وتمكنوا من صناعة نحو 20 جهازاً حتى اليوم.