دعت الأمم المتحدة الأحد أطراف النزاع في سوريا إلى تجنب استهداف المدنيين، خصوصا في دمشق والغوطة الشرقية المحاصرة، في ضوء التصعيد المستمر منذ أسبوع والذي أوقع عشرات القتلى. وقال منسق الشؤون الإنسانية والتنموية للأمم المتحدة في سوريا علي الزعتري -في بيان- “تتوارد التقارير اليومية ومنذ أيام عن حدوث وفيات بين المدنيين وإصابة أعداد أخرى بجروح خطيرة، عدا عن إخراج مخازن ومستشفيات ومدارس عن الخدمة جراء القذائف المتبادلة خاصة في مدينة دمشق والغوطة الشرقية”. وشدد الزعتري على أن “رجاء الأمم المتحدة هو وقف إطلاق النار الفوري وتحديد ممرات إنسانية آمنة لإجلاء الجرحى والمرضى وكبار السن والأطفال من المناطق التي تشهد عمليات حربية في أقرب وقت ممكن، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في كافة مناطق النزاع”. وفي وقت سابق اليوم، طالبت مديرية الصحة التابعة للمعارضة في الغوطة الشرقية المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية تجاه ما يعانيه المدنيون في الغوطة. وطالبت المديرية -في بيان- بإيقاف ما وصفته بالعدوان الذي يشنه النظام والروس على الأهالي، وضمان حقوقهم المشروعة ضمن معاهدة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية. وذكّرت المديرية أن 84 مدنيا -بينهم نساء وأطفال- قُتلوا خلال أربعة أيام، فضلا عن إصابة 695 شخصا، أجري لمئتين منهم عمليات جراحية. وقتل ستة مدنيين منهم الأحد في قصف على مدينتي دوما ومسرابا. وصعّدت القوات الحكومية قصفها على الغوطة الشرقية التي تعد آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق. ويأتي هذا التصعيد في الغوطة الشرقية على الرغم من كونها إحدى مناطق خفض التوتر في سوريا، التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق بين موسكو وطهران -حليفتي دمشق- وأنقرة الداعمة للمعارضة في أستانا في مايو/أيار. وينص الاتفاق على إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة. وتعاني الغوطة الشرقية من حصار خانق منذ عام 2013، أدى إلى نقص فادح في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.